في مثل هذا اليوم من عام 1982 استعادت مصر رسمياً سيطرتها على الجزء الأخير من أراضيها بعد ان غادر آخر جندي إسرائيلي جنوب سيناء، وكان هذا الجندي قد قام بإنزال علم إسرائيل من على سارية تطل على مضيق تيران الذي كان أحد أسباب حرب عام 1967م. ثم انضم الجندي إلى رفاقه واتجهوا بالسيارة شمالاً إلى داخل الأراضي العربية المحتلة ليلحقوا بالإسرائيليين الذين يغادرون آخر مواقعهم في شبه جزيرة سيناء.
وقد بدأت طائرات القوات الجوية المصرية في الوصول بعد ذلك بوقت قصير إلى مطار شرم الشيخ حاملة شخصيات مهمة ومسؤولين مدنيين وضيوفاً آخرين لحضور احتفال تسلم الأرض. وقد قام محافظ جنوب سيناء اللواء فؤاد عزيز غالي برفع العلم المصري على السارية وسط هتافات مدوية وصياح من الجماهير التي هتفت: تحيا مصر. وقد قامت فرقة موسيقى عسكرية حضرت من القاهرة بعزف النشيد الوطني.
وفي القاهرة رأس الرئيس المصري حسن مبارك اجتماعاً للقيادة العليا للقوات المسلحة ثم قام بوضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول وقبر الرئيس الراحل أنور السادات.
وفي بيان مقتضب للصحفيين بعد احتفال استمر عشر دقائق هنأ الرئيس مبارك المصريين بعودة شبه الجزيرة غير انه حثهم على (مضاعفة الجهد لتحسين مستوى المعيشة). وترأس الرئيس مبارك اجتماعاً مشتركاً لمجلسي الشعب والشورى وألقى خطاباً بهذه المناسبة.هذا وقد بدأت دوريات عسكرية الانتشار عبر الصحراء في سيارات جيب مفتتحة عملية حفظ سلام تشترك فيها وحدات من 11 بلداً.وفي نفس الوقت بدأت كاسحة ألغام إيطالية عملية مراقبة مدار اليوم في مضيق تيران المؤدي إلى البحر الأحمر عند الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء.
وقد أقيمت القوة المتعددة الجنسيات بموجب معاهدة كامب ديفيد المعقودة في عام 1979م لمنع حوادث ممكنة الوقوع عندما تكمل إسرائيل انسحابها من المنطقة. ومهمتها هي القيام بأعمال الدورية في منطقة الحدود تمتد 225 كيلو متراً ووضع تقارير عن انتهاكات المعاهدة.وقال أحد ضباط هذه القوة (علينا ان نجعل من المستحيل على أي من البلدين مفاجأة البلد الآخر).
| 
