الصيد الجائر من قبل ضعفاء النفوس هدم إنجازات 17 عاما
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
طالعت بمزيد الشكر والتقدير الملاحظات والاقتراحات التي عبر عنها الأستاذ - قبيل بن تركي الشمري من منطقة الجوف عن محمية حرة الحرة المنشور في عزيزتي الجزيرة يوم الأربعاء 10-2-1425هـ، مؤكداً لسعادتكم ولقراء الجزيرة وأهالي منطقتي الجوف والحدود الشمالية أن الهيئة تولي هذه المحمية، وغيرها من المحميات التابعة للهيئة، جل اهتمامها، وقد اتخذت الهيئة عددا من الإجراءات الهامة لمعالجة ما حدث في محمية حرة الحرة وتلافي تكراره مستقبلاً وفقاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل العضو المنتدب للهيئة ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها.
كما لا ننسى وقفة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر أمير منطقة الجوف، وحرصه الدائم على مساندة الهيئة في مثل هذه الظروف والتي كان آخرها إرسال دوريات من الامارة لمساندة الجوالين في المحمية بعد تزايد أعداد المخالفين ودخولهم للمحمية بشكل غير نظامي لجمع الفقع.
وبالنسبة لمقترحات الأستاذ- قبيل بن تركي الشمري، فبعضها قابل للتنفيذ والبعض الآخر يصعب تنفيذه بسبب قلة موارد الهيئة المادية والبشرية كزيادة الجوالين ودعمهم بالسيارات الحديثة وإضافة شبك حديدي حول المحمية، حيث ان الشبك يكلف الملايين من الريالات، كما أنه يتنافى مع سياسة واستراتيجية عمل الهيئة في عدم شبك المحميات باستثناء محمية محازة الصيد التي تم تسويرها بالكامل لتكون مختبرا لإعادة التوطين للأحياء الفطرية المهددة بالانقراض مثل المها العربي والغزلان.
وأما بالنسبة لصيانة العقم فإن الهيئة كما تعلمون تولي هذا الموضع الاهمية اللازمة، وهي تقوم بشكل منتظم بصيانته، أما فيما يتعلق بإنشاء مطار خاص لطائرات الهيئة داخل المحمية لكي يضمن تواجد الطائرة بشكل يومي فيها، فكما يعلم الجميع أن طائرات الهيئة تقوم بطلعات استطلاعية يومية وباستطاعتها الهبوط في الأماكن السهلة في المحمية (المخصصة لها) كما أن هناك مهبطا خاصا مجهزا بالإمكانيات، وتسعى الهيئة خلال الأيام المقبلة، إن شاء الله، إلى استخدام طائرة بمحركين ومزودة بأجهزة رؤية ليلية لاستخدامها في المراقبة الليلية، حيث ان هذه الفترة تكثر فيها المخالفات عكس فترة النهار.
وبالنسبة لنشر الوعي بين الناس عن طريق وسائل الإعلام وإمارات المناطق فهذا معمول به في هذه المحمية وغيرها من المحميات، بل إن محمية حرة الحرة هي المحمية التي كان لها النصيب الأكبر لمثل هذه الأعمال التوعوية من خلال تنظيم اللقاءات المباشرة مع المواطنين أو المشاركة في الفعاليات التي تقام في المنطقة، إضافة إلى تنظيم المعسكرات البيئية، كما يجب أن لا ننسى الزيارة الهامة التي قام معالي رئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس للمحمية مؤخرا.
وأما بالنسبة لاقتراح الأستاذ- قبيل بتوفير موارد مياه للحيوانات والطيور داخل المحمية، وخاصة في فصل الصيف، حتى لا تضطر الغزلان للخروج بحثا عن الماء، فنؤكد للكاتب الفاضل أن هذه المحمية متميزة بوجود غطاء نباتي كافٍ للغزلان، كما أن هذه المحمية حباها الله بأمطار كثيرة خلال موسم الأمطار الماضي، كما أن استراتيجية إقامة المحميات في المملكة العربية السعودية تؤكد على عدم تزويدها بأية متطلبات إضافية، سواء كان ذلك على هيئة مياه او أعلاف أو غير ذلك، كما ارجو الإفادة بأنه من خلال التقارير والمسوحات التي تقوم بها الهيئة في المحمية لم يكن السبب في تناقص الغزلان في المحمية الماء أو العشب، بل السبب هو تعرضها للصيد الجائر من قبل ضعفاء النفوس الذين يسعون لهدم انجاز سعت الهيئة لتحقيقه في هذه المحمية على مدى 17 عاما.
وختاما نتمنى، مثلما يتمنى الأستاذ قبيل، أن يكون الجميع يدا واحدة مع الهيئة في الحفاظ على هذه المحمية، فهذا ما نسعى ونهدف إليه من الجميع، مرة أخرى أكرر شكري وتقديري لسعادتكم وللأستاذ - قبيل، متمنيا للجميع التوفيق والسداد.
وتقبلوا تحياتي وتقديري
أ.د عبدالعزيز بن حامد أبو زنادة
الأمين العام للهيئة الوطنية
لحماية الحياة الفطرية وإنمائها |