في ظهيرة يوم الأربعاء 2-3-1425هـ وبينما الناس يتهيأون للرحيل من عمل يوم شاق دوى انفجار هائل في المبنى القديم للأمن العام في حي الوشم أدى إلى مقتل وجرح أكثر من مائة، وهذا العمل الإجرامي ان دل على شيء انما يدل على ان هناك فئة مارقة تريد الانقضاض على مقدرات ومكتسبات الأمة وتعمل في جنح الظلام لخلخلة النسيج الاجتماعي المتوازن للمجتمع السعودي، ولكن أهدافهم الخبيثة ستخور أمام عزائم وإرادة افراده الذين ينفرون من مثل هذه الأفعال الشنيعة التي ينكرها ديننا الحنيف، فكم من دماء زكية زهقت بغير حق وكم من أموال وممتلكات أهدرت، وكم من نفوس مؤمنة آمنة روعت، فأين هؤلاء من قول الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم (لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم) كما رواه (النسائي والترمذي)، ولا يزال المسلم في فسحة في دينه ما لم يصب دماً حراماً. وان مما يأسف له المرء اختيار هؤلاء المجرمين لتوقيت خطير يتزامن مع حركة خروج الموظفين من أعمالهم مما يفضح سوء مقاصدهم في الإيقاع بأكبر عدد من الضحايا وإحداث بلبلة وفوضى في البلاد فأين هؤلاء من قول الله تعالى: {أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} وقوله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}. إن هذه الافعال المنكرة لهي دليل على جهلهم بشرائع الإسلام وقيمه السمحة والا بماذا نفسر قتلهم للأبرياء من المسلمين فإذا كان الإسلام ينهى عن قتل المعاهدين من أهل الكتاب في قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } فكيف بغيرهم من المسلمين؟ فإذا كان هؤلاء المجرمون في السابق يجيزون قتل المسلمين إذا تستر بهم الكافرون فمن الذي أجاز لهم قتل المسلمين من رجال الأمن وليس بينهم كافر واحد؟ فإذا سكتنا عن جرمهم بقتلهم رجال الأمن فغداً سيطالون غيرهم من الأبرياء فالمسلسل طويل ولن ينتهي فالهدف واضح هو انهاك هذه الأمة واشعال نار الفتنة بينها تمهيداً لتصفية قيمها الحضارية. وانني لا افهم من فعل هؤلاء المجرمين سوى انهم ينفذون مخططات أعداء الأمة الذين يسعون لإشغالها بالحروب والمؤامرات وسفك الدماء بينهم حتى لا ينشغلوا بقضاياها الكبرى وهؤلاء من حيث يدرون أو لا يدرون يقدمون خدمات مجانية لأعداء الأمة على طبق من ذهب، فلينتبه الجميع ويكونوا يدا واحدة من أجل تفويت الفرصة على الأعداء ومواجهة هذه الأفكار المنحرفة الضالة قال الله تعالى: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ}.
|