.. وانكشف الغطاء..
وبانت الأهداف..
وصمت المشككون الذين كانوا يحاولون أن يجدوا للمجرمين مخرجاً.
..قالوا: أخرجوا الكفار من جزيرة العرب.
.. وقالوا: لا تكون هذه البلاد مقراً لقوات أجنبية.
.. وقالوا : إنما نريد إرهاب أعداء الأمة.
.. وقالوا.. وقالوا.. وكان هناك (للأسف) من صدَّقهم ودافع عنهم من خلال وسائل إعلام مختلفة.
وكنا دائماً نقول : إنهم خوارج وكان هناك من يخوِّفنا بالله من إطلاق هذه الصفة الخطيرة على هؤلاء.
كنا نقول : إن القضية قضية فكر.. فكر انحرف فجرف هؤلاء إلى مهاوي الردى وقادهم إلى سوء المصير.. وكان هناك من يقول قولاً لم ينطلق من منطلق شرعي، وإنما من منطلقات كثيرة منها الحقد والحسد والهوى والجهل.
واليوم انكشف الغطاء وبانت السوأة التي لا يمكن أن تستر والهدف الذي لا يمكن أن يحول لقد استهدفوا قتل المواطن بل قبل مواطنته قتل المسلم الذي حرم الله قتله {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} (النساء).
لقد جاء الإسلام محرماً قتل النفس.. أي نفس فكيف إذا كانت نفساً مسلمة؟!
يقول عليه الصلاة والسلام: لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري وأحمد.
إن بلادنا (المملكة العربية السعودية) التي هي مهوى أفئدة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لاشك أنها مستهدفة وما ذلك إلا لتمسكها بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا نستغرب هذا الاستهداف من قوى الشرالتي لا تريد لنا ولا لديننا عزاً ولا تمكيناً.
إن هذه البلاد منذ أن أسست على يديّ الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وهي قائمة على أصول ثابتة لم تتخل عنها يوماً من الأيام ولن تتخلى عنها - بإذن الله - مهما حاول المرجفون وسعى الساعون في الأرض فساداً.
لقد حاول أعداء هذه البلاد أن يأتوها من خلال الحضارة فباءت محاولاتهم بالفشل وهم اليوم يحاولون من خلال الفكر المنحرف الذي وجد من يتبناه من أبناء هذه البلاد وهم بفضل الله ومنته فئة معدودة سوف تزول عاجلاً.
إن هذه الفئة الخارجة على الدين أولاً الناقمة على المجتمع فئة لا تمثل إلا نفسها والدليل على ذلك أن قبيلة بل إخوة هذا المنحرف أو ذاك يبرأون من كل أعماله وتصرفاته وهم من خيرة أهلنا سلوكاً وديناً.
لقد هز حادث تفجير مبنى الإدارة العامة للمرور أفئدة القلوب المسلمة في هذا البلد الطاهر بل في كل بلاد المسلمين ولكنه لم يهز ثقتهم بالله الذي وعد بالنصر للمؤمنين ولم يهز ثقتنا برجال أمن هذه البلاد بل إن ما حدث أكد تراص الصفوف وزاد من استشعار المواطن لأهمية تعاونه مع رجال الأمن وأن لا فرق بين مدني وعسكري في محاربة أعداء الله ورسوله خوارج العصر السافكين للدماء المكفرين للأمراء والعلماء.
إن ما حدث يوم الأربعاء الثاني من شهر ربيع الأول على الرغم من جسامته إلا أنه بفضل الله ما زاد رجال أمن هذه البلاد والمواطنين إلا إصراراً على المضي قدماً في اجتثاث هذه النبتة الخبيثة التي طرأت على هذه الأرض الطيبة.
فاكس: 4080796 |