* جدة - صالح عبد الله الخزمري:
الأعمال الإجرامية التي شهدتها مدينة الرياض مؤخراً وذهب ضحيتها عدد من الأبرياء هزت كيان كل مواطن وأصبح المواطنون يزيدون تمسكهم بهذه الوحدة الوطنية ويشيدون برجال الأمن البواسل الذين كانوا هدفاً لهؤلاء البغاة.
مع كل إنجاز أمني وإحباط لمخططات هؤلاء القتلة كان الجميع يقف فخوراًَ بهذه الإنجازات العظيمة.
أما وقد تعرض جنودنا البواسل لهذا الطعن الغادر فان ذلك لن يثني عزيمتهم مستنيرين بتوجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله ورعاهم.
الجزيرة رصدت بعض المشاعر الوطنية الصادقة لعدد من المشايخ.
فضيلة الشيخ جابر الحكمي مدير عام هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الغربية أكد ان هذا التحول النوعي الذي اتخذته هذه الفئة الضالة المجرمة التي تحاول النيل من هذا البلد ومواطنيه تجعل الإنسان في حيرة لأن هذه الفئة الباغية كانت تتبجح بقتل الكفرة والآن هذا الذي طرأ (مواجهة رجال الأمن) أظهر لنا وجههم الحقيقي حيث كشروا عن أنيابهم واتضح أمرهم، بل الأمر أبعد من ذلك فهم أعداء للأمة كلها ورجال الأمن هم أبناء هذه الأمة فهم أعداء للأمة علمائها وأمنها ومواطنيها العاديين، إنهم يزهقون أرواح الأبرياء من مختلف الأعمار.
رسالتي ان يرجع كل ضال إلى دينه ويتوب إلى الله، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فهذا اختلال في الفكر فعليهم العودة إلى رشدهم. ورسالتي إلى المواطن ان يكون يقظاً ويجب التعاون على دحر هذا الفكر وإرشاد الجهات الأمنية إلى مخابئهم، فهم دمار ان تركوا ويكون الضحية أمن البلاد لا قدر الله.
ورسالتي إلى رجال الأمن أننا نشد على أيديهم ونقف معهم ونحن معهم ونسأل الله ان يعينهم وأن يرحم من مات منهم وان يشفي من أصيب منهم.
ورسالتي إلى ولاة أمرنا حفظهم الله ان جميع أفراد الشعب السعودي معهم يداً واحدة لدحر هذه الفئة الباغية واستئصال شافتهم والقضاء عليهم، ونحن واثقون بإذن الله بأن يد العدالة ستطالهم.
أما عن كونهم استندوا إلى آراء ضعيفة فيستبعد الشيخ جابر ذلك حيث يقول: أنا أتصور انه لا أحد يمكن ان يفتي أو يجيز مثل هذا العمل الآثم، لأن الإنسان مهما بلغ به التفكير والانحطاط فلن يجيز قتل إنسان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فلا يمكن ان يجيز أحد ذلك.
ولا يوجد شيء من هذا وإنما هم أصحاب فكر يفتون لأنفسهم بأنفسهم ويفعلون ما يحلو لهم .. حفظ الله بلادنا من كل مكروه.
من جانبه قال الشيخ د. ناصر الزهراني رئيس لجنة إصلاح ذات البين وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى:
الأعمال الإرهابية مخاصمة لروح الدين مناهضة لروعة الإسلام مصادمة لمعاني القرآن وذلك يتجلى في أمور كثيرة من أهمها أنها عصيان لله ولرسوله في أمره بطاعة ولاة الأمر والبعد عن الفرقة والتحذير من الفتنة.
إنها مصادمة لقوله تعالى: {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وإذا كان الله تعالى نهى المسلم أن يلقي بنفسه إلى التهلكة فما بالك بعمل يلقي فيه بالأمة جميعاً إلى التهلكة ويعرض المسلمين للمتالف ويوقعهم في الفتن ويشعل عليهم الحروب ويجرعهم الأذى.
إن هذه الأعمال مخالفة المنهج الدعوي الرباني حيث يقول تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} فليس فهناك أروع منهاجاً ولا أسمح أسلوبا ولا أندى لطفاً من هذه المعاني الجميلة في الآية.
فهل في مثل تلك الأعمال التخريبية ذرة واحدة من حكمة أو همسة من موعظة حسنة أو مجادلة بالتي هي أحسن؟ إنها مخالفة لروح المعاني الإلهية التي منها أيضا قوله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
إن هذه الأعمال الإرهابية تصادم قوله تعالى عن دعوة إبراهيم: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هََذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
وقال د. ناصر: ومن آفات هذه الأعمال الوقوع في جريمة قتل المسلمين والمستأمنين، وهل يرضى مسلم لنفسه ان يتعرض لغضب الله ولعنته وجحيمه: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
بل ان مجرد الإشارة للمسلم بما يخيفه سبب للعنة حيث يقول صلى الله عليه وسلم :(من أشار إلى أخيه بحديدة فان الملائكة تلعنه وان كان أخاه لأبيه وأمه).
وبين د. الزهراني ان الإرهاب تنفير من الدين وتشويه للإسلام وتلطيخ لسمعته وتعكير لصفوه .. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا).
وقال د. الزهراني :ان هذه الأعمال إهدار طاقات شباب الأمة فبعض من يقومون بها شباب لديهم قدرات عجيبة كان بالإمكان ان يكونوا رصيداً للأمة، وقال: انه بهذه الأعمال تضرر كثير من الأبرياء، وما رجال الأمن إلا من هؤلاء الأبرياء رحم الله من مات منهم وحفظنا الله من كل مكروه.
أما الشيخ طلال العقيل رئيس لجنة المطبوعات الدينية فعبر عن ثقته بنصر الله ودمار هذه الفئة الضالة حيث قال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله وبعد .. في الواقع ان هذا البلد المبارك أكرمه الله عز وجل بأن جعله قبلة المسلمين ومناراً للعالمين وهو موطن الإسلام الأول، وبلاد الحرمين الشريفين وأرض المشاعر، ومهوى أفئدة المسلمين أينما كانوا.
لا يمكن ان يصدق الإنسان العاقل ان مثل هذه التصرفات الرعناء تصدر عن إنسان يخاف الله عز وجل ولديه ذرة من إيمان فالمصيبة كبيرة والهدف هو زعزعة أمن وكيان هذا البلد الكبير.
والله تعالى هو الذي وعد بأن يحفظ لهذا البلد أمنه وأمانه فقال: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.
هذه المملكة بما تحويه من الحرمين الشريفين مكة والمدينة مصونة من عبث العابثين الكائدين.
واسأل الله أن يرد من انحرف عن الصراط إلى رشده ويعودوا إلى صوابهم ويتوقف هؤلاء الأشرار عن هذه التصرفات التي لا نقبلها نحن أبناء هذا البلد ولا يقبلها أي مسلم على وجه البسيطة.
فأوجّه من خلال هذه الأسطر سؤالاً إلى هؤلاء المغرر بهم وأقول: ما هي أهدافكم فإذا كان لديكم هدف سام يرضى عنه الله ورسوله فيجب عليكم توضيح هذا الهدف لنا ولغيرنا.
أما إذا كان ليس لديكم هدف، أو قد يكون لكم هدف سيئ وبطّال فأقول : قفوا عند هذا الحد وتوقفوا عن هذه الأعمال الشريرة، واعلموا ان الله لكم بالمرصاد طالما انكم وجهتم رماحكم ورصاصاتكم وفكركم السيئ إلى هذا البلد الأمين فتأكدوا من ان الله عز وجل لن يرضى منكم هذا العمل البذيء وأذكركم بما صنعه الله تعالى بأصحاب الفيل: {أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ} .
اسأل الله ان يعصف بكم وينتقم منكم على هذه الفعلة التي لم ولن نرضى عنها.
|