** ما هو القاسم المشترك بين شعرة معاوية وشعيرة التنجستين..؟!، وقبل الإجابة أقول إن شعرة معاوية نسبة إلى القول الشهير المأثور عنه فيما معناه إنه قد وضع بينه وبين الناس شعرة إن شدوها أرخاها وإن أرخوها قام بشدها..، أما شعيرة التنجستين فهي ذلكم السلك السحري المضيء داخل المصباح.
** ومما يبدو فالقاسم المشترك بين الشعرة والشعيرة يتمثل في حقيقة ضآلتهما حجماً وعظمتهما تأثيراً... ومع ذلك...
** فشعرة معاوية - رغم الضآلة - قد أمدته بما لا يمكن ان تمده به كافة مقاييس أو استبيانات أو تيرموميترات عصرنا المتقدم هذا، حيث من خلالها استطاع معاوية ان يفقه طبيعة البشر فاستطاع من ثم الإبحار في قيادة الدفة بكل حذاقة وحرفنة!... رغم حقيقة ان مؤنته في ذلك أو بالأصح مجدافه مجرد شعرة..
** ما سبق محوره الشعرة فماذا عنها هي الشعيرة؟! حسناً يصح القول كذلك إن ضآلة هذه الشعيرة لم تسلبها القدرة على التوهج وإزالة غشاوة الظلام ومثلها مثل شعرة معاوية التي ما إن ترتخي إلا ويبادر إلى شدها.. حيث إنه بمجرد أن يرخي الليل سدوله تبادر هذه الشعيرة لتشتد توهجاً ممزقة بالتالي سدول ما أرخاه الليل من دامس الظلام...
** وكما استطاع معاوية أن يجعل من شعرته جهاز استشعار عن بعد.. وقدر من خلالها على أن يسبر غور ما يدور في أذهان الناس من حوله وحواليه، فكذلك هي شعيرة التنجستين التي ما أن يشعر بها الظلام إلا ويولي الأدبار.. فلولا أنوارها الشاعرية لما قدرت أحاسيس ومشاعر الإنسان من أن تحس أو تشعر بما حولها أو حواليها من الحقائق..
** أخيراً.. وباختصار الشعرة كالشعيرة.. فالأولى تنير الأذهان والبصائر تماماً مثلما تزيل شقيقتها الأخرى عتمة الزمان بإنارتها لأجواء المكان.
|