وفود أمريكية متخصصة إلى ليبيا ل(إصلاح) نظام التعليم
ليبيا تعتبر رفع العقوبات انتصاراً وترسل قريباً أول شحنة نفط لأمريكا

* طرابلس - واشنطن - الوكالات:
تنطلق أوائل شهر مايو المقبل أول شحنة نفط ليبية إلى الولايات المتحدة منذ عشرين عاماً، وذلك في أعقاب رفع العقوبات الأمريكية عن ليبيا يوم الجمعة، وهي خطوة اعتبرتها ليبيا انتصاراً لها.
فقد تحدثت وكالة الأنباء الليبية مساء الجمعة عن (انتصار) بعد قرار الرئيس الامريكي جورج بوش رفع أبرز العقوبات الاقتصادية المفروضة على ليبيا، لكن مسؤولاً ليبياً أعرب عن أسفه لكون رفع العقوبات ليس كاملاً.
وأضافت الوكالة ان الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي تلقى اتصالاً من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (الذي هنأه على انتصار ليبيا على التحديات الماضية).
وكان التلفزيون الليبي ووكالة الأنباء الليبية بثا من دون تعليق إعلان البيت الأبيض عن هذا القرار الذي يجيز (استئناف معظم الأنشطة التجارية والتعاملات المالية والاستثمارات).
وفي وقت سابق من يوم الجمعة أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها بلاده على ليبيا فيما يعد اعترافاً بالاجراءات التي اتخذتها طرابلس في الآونة الأخيرة للتعاون في نزع السلاح والتوقف عن مساندة ما تصفه واشنطن بالإرهاب. وجاء في بيان للبيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستواصل فرض العقوبات فيما يتعلق بتصدير العتاد العسكري.
وأعرب مدير أكاديمية الدراسات الجامعية في طرابلس صالح ابراهيم في تصريح لوكالة فرانس برس عن أسفه بالقول (إن الطرفين قد ناقشا وتوصلا إلى تسوية كل الأمور لكن الولايات المتحدة تتقدم ببطء). وأضاف ان (ليبيا وفت بجميع التزاماتها. وليس هناك أي سبب يحول دون عودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي)، لكنه اعتبر ان القرار الامريكي (خطوة في الاتجاه الصحيح).
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن أولى شحناتها النفطية إلى الولايات المتحدة خلال أكثر من 20 عاماً سترسل في أيار - مايو القادم بعد أن رفعت واشنطن العديد من عقوباتها الاقتصادية. وأضافت المؤسسة أن الاتفاق أبرم مع شركة نفط أمريكية كبرى على كمية مليون برميل لكنها لم تذكر اسم الشركة.
وذكر البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستفتتح مكتباً في طرابلس وستسعى إلى تعزيز التعاون التجاري مع ليبيا. وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن (ليبيا قدمت نموذجاً من خلال قراراتها نأمل أن تحتذي به دول أخرى في رفض أسلحة الدمار الشامل والعمل البناء مع المنظمات الدولية لمنع انتشار أخطر الأنظمة في العالم).
وصدر البيان الأمريكي من ولاية فلوريدا التي يزورها بوش في جولة انتخابية استعداداً لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في تشرين الثاني - نوفمبر المقبل. وذكر البيان أنه من المقرر أن تتوجه وفود أمريكية متخصصة في مجال التعليم إلى ليبيا لبحث مسألة إصلاح نظم التعليم. وقال بيان الرئاسة الأمريكية إن الولايات المتحدة بهذا الرفع تسمح ب(استئناف غالبية النشاطات التجارية والتعاملات المالية والاستثمارات) مع ليبيا.
إلا أنه لن يسمح بعد بقيام رحلات جوية تجارية مباشرة بين البلدين. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض (إن ليبيا بالخطوات التي اتخذتها وضعت نموذجاً نأمل أن تقتدي به دول أخرى لإزالة أسلحة الدمار الشامل).
وكانت العقوبات الاقتصادية الامريكية على ليبيا تعززت تدريجياً منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1981. وهذه الإجراءات الامريكية لا علاقة لها بالعقوبات الدولية التي كانت تفرضها الأمم المتحدة على ليبيا والتي رفعت في الثاني عشر من أيلول - سبتمبر 2003 إثر اتفاق حول التعويض على عائلات ضحايا اعتداء لوكربي عام 1988.