* غزة - بلال أبو دقة:
نفى مصدر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التصريحات التي أدلت بها وزيرة الدولة الناطقة باسم الحكومة الأردنية، (أسماء خضر)، والتي ذكرت فيها وجود اتصالات تجريها الحكومة الأردنية مع حركة حماس والتفاوض معها في إطار المساعي الفلسطينية للاتفاق على سياسة للتعامل مع الإجراءات الأحادية الجانب التي أعلنت عنها الحكومة الاسرائيلية حول الانسحاب من قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية المحتلة..
وكانت صحيفة القدس الفلسطينية نشرت يوم الأربعاء الموافق 21-4- 2004 تصريحات الوزيرة خضر أثناء لقائها الأسبوعي مع الصحافيين..
إلى ذلك أكد إسماعيل هنية عضو القيادة السياسية في حماس ل(مراسل الجزيرة): أن القيادة في حماس جماعية وموجودة حيثما تواجدت الحركة في الداخل والخارج، حماس حبلى بالقيادات ولا يمكن اختزال المساحة الواسعة من القيادات بشخص أو اثنين أو ثلاثة، مضيفاً: ان الحركة فيها مؤسسات تعمل دائما على ملء أي فراغ في أي مستوى كان، تمت هذه الأمور بشكل طبيعي والبنية الداخلية للحركة تساعدها دائما على ملء الفراغ وهذا ما حدث بعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين وبعد استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله..
وقال هنية: إن الولايات المتحدة أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب المقاومة، التي عنوانها حماس، ولكن هذا لا يعني أن باقي فصائل المقاومة غير مستهدفة، ورأينا الاغتيالات في كافة التنظيمات ولكن من الواضح استهداف حماس بهذا المستوى كونها أصبحت عنوان صمود الشعب الفلسطيني والعقبة الكأداء أمام تصفية الانتفاضة والمقاومة ووجودها يعني وجود الحقوق حية في مشاعر وضمير الأمة ظانين باستهدافها أنه يمكن تمرير مشاريعهم، لكن هم واهمون فحماس تزداد قوة و ثبات..
مشيراً إلى أن حماس تخطت حدود المكان وأعادت القضية الفلسطينية إلى بعدها العربي والإسلامي..
وأكد هنية في حفل تأبين الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أن إسرائيل تريد أن تخرج من قطاع غزة وتقول لمواطنيها أننا لم نهرب وإنما خرجنا منتصرين، وتريد أن تغرق غزة بالدم قبل أن تخرج وتريد أن تعمل ترتيبات أمنية في غزة تضمن لها حدودا آمنة وعدم حصول أي شيء يربك الأمن الصهيوني بعد الانسحاب، وترى أن المقاومة ورموزها أهدافا في نظرها قائمة ولكنهم واهمون..
موضحا: أن حركته غير خاضعة في مسيرة المقاومة لرد الفعل والثأر، وأضاف هنية: نحن نريد تواصل المقاومة ونؤمن بالاعتماد على الله أولا ثم بإرادة شعبنا.ان مواصلة المقاومة هي نجاح لأن الهدف من الاغتيال هو ضرب مشروع المقاومة، وإذا حمينا خيار المقاومة ووحدة شعبنا فهذا الرد هو الثابت على عمليات الاغتيال، نحن مشروع تحرير وليس ثأر. نريد تحرير الأرض والقدس ولكن أن يقوم الاخوة في الجناح العسكري بتنفيذ عملية توصف بأنها رد هذا لا يعني أن المشروع مختزل بذلك..
الزهار: القيادة الجديدة لحركة حماس ستكون جماعيةً في المرحلة المقبلة
من ناحيته قال د. محمود الزهار عضو القيادة السياسية لحركة حماس: إن القيادة الجديدة لحماس ستكون جماعيةً في المرحلة المقبلة، إلا أن هذه القيادة لها مسئول وليست عشوائية، نافيا أن يكون مسئول الحركة هو الذي يمسك بكل الأمور في الحركة، بل إن كل قرار وراءه استشارة ودراسة على كافة مستويات الحركة في الداخل والخارج، بل في المعتقلات أيضا، وذلك سرُّ بقاء وفعالية حماس، ومثال ذلك ما حدث في 1993م حينما استبعدت قوات الاحتلال الصهيوني 418 من قادة ورجال حماس إلى منطقة مرج الزهور، واعتقلت 2300 من قواعد الحركة، وعلى الرغم من ذلك استمرت الحركة واستمر عملها بكل فعالية.
وحول توجُّه حماس لإخفاء أسماء قيادات الداخل، واحتمالات تركز قوة حماس في الخارج، أوضح الزهار أن قوة حماس حينما تزداد في الخارج فإن ذلك سيزيد من قوتها وفعاليتها في الداخل، واستبعد أن يكون ذلك مدعاةً للتنافس أو التصارع، لأن حماس ليست تيارات ولا أمواجاً متصارعةً، بل هي تيارٌ متسلسل يسير بطريقة منضبطة، ومبعث نشاطها هدف واحد، هو رضاء الله - عز وجل - عنها، وتحرير الأراضي الفلسطينية المغتصبة.
وحول استبطاء البعض لردود حماس على الجريمة الصهيونية باغتيال الشيخ أحمد ياسين والقائد عبد العزيز الرنتيسي استنكر الزهار اعتبار حماس مجرد حركة ردِّ فعلٍ، موضحاً أن حماس هي برنامج مقاومة فاعل على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية تهدف لتحرير الأراضي الفلسطينية، وعلى المستوى الميداني فالصهاينة قد هجروا الشوارع والمصانع والحافلات، وأغلقوا المتاجر العامة، وهو ما أخر الرد المرتقب، وبات قادة الصهاينة تحت وطأة الضغط النفسي يطلبون الرد الذي أرعب الشارع الصهيوني..
وأكد الزهار أن حركته ستشارك في المؤسسات الفلسطينية على كافة مستوياتها في المرحلة المقبلة، ولكن على أساس اعتبار المقاومة أساسا للمشروع الوطني، واستثمارا لتحرير قطاع غزة لتطبيقه في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967، وضمان حقوق العودة والسيادة على القدس.
|