* غزة - واشنطن - ا ف ب:
تشهد دوائر السلطة الفلسطينية فورة من التحركات للتصدي لتهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون باستهداف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حيث بدأ عرفات ذاته سلسلة من الاتصالات العربية والدولية مشيراً إلى مخططات شارون التي توعَّد فيها بتصفيته فيما خاطب رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع مجلس الأمن الدولي مطالباً إياه بتوفير الضمانات اللازمة لحماية عرفات.
فقد دعا رئيس الوزراء الفلسطيني مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ خطوات فورية بمنح ضمانات مباشرة بمنع رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون (من الإقدام على أي خطوة من شأنها المس) بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وفي بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أكد قريع أن الحكومة الفلسطينية تقوم باتصالات حثيثة (لتوضيح خطورة ما تخطط له حكومة إسرائيل)، موضحاً أنه تلقى مساء الجمعة اتصالات هاتفية من وزيري الخارجية الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس والإيطالي فرانكو فراتيني.
وطالب قريع باسم الحكومة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي و(الدول المعنية باستقرار المنطقة باتخاذ الخطوات الفورية الكفيلة بمنح الضمانات المباشرة بمنع شارون وحكومته من الإقدام على أي خطوة من شأنها المس بالرئيس ياسر عرفات أو تعريض حياته للخطر).
وأضاف أن (مثل هذه الخطوة المجنونة إن تمت (لا سمح الله) ستؤدي إلى انهيار كامل في الأوضاع الأمنية وتصاعد وتيرة العنف بشكل غير مسبوق، وستمثل هذه الجريمة نهاية مؤكدة لكل أمل بالسلام وتفتح فصلاً جديداً من العنف الأعمى.
ودان البيان (انحياز الولايات المتحدة الفاضح إلى جانب إسرائيل ومقامراتها بالمصالح الفلسطينية عبر الضمانات المجحفة التي منحتها مؤخراً حول مصير عملية السلام). ورأى أنها (سبب مباشر للصلف الإسرائيلي الذي تمثله تصريحات الحكومة الإسرائيلية بشأن تهديد حياة الرئيس ياسر عرفات المنتخب ديموقراطياً ورمز نضال الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة).
ودعا البيان (كل الدول الحريصة على استقرار المنطقة إلى أن تأخذ تهديدات الحكومة الإسرائيلية على محمل الجد وتباشر التدخل بكل الوسائل المتاحة لوقف الجنون الإسرائيلي المتمثل باغتيال القضية الفلسطينية ورمزها).
وكان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أجرى مساء الجمعة سلسلة اتصالات بعدد من المسؤولين العرب والأوروبيين والدوليين بشأن التصعيد الإسرائيلي والتهديدات الإسرائيلية الأخيرة للمساس به، وفق ما أعلن نبيل أبو ردينة مستشار عرفات.
وقال أبو ردينة لوكالة فرانس برس إن الرئيس عرفات (أجرى سلسلة اتصالات عربية ودولية في إطار بحث التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة وسياسة العدوان والاغتيالات والتي آخرها التهديدات الصادرة على لسان ارييل شارون للمس بالرئيس عرفات والعواقب الوخيمة التي ستنجم عن هذه السياسة).
وأشار مستشار عرفات إلى أن الرئيس (أجرى اتصالات مع عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية السوري فاروق الشرع والوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية وسعد خير الأمين العام للأمن القومي الأردني). وأكد أن عرفات أجرى أيضاً (سلسلة اتصالات أوروبية ودولية) مماثلة.
وقال شارون حسب مقاطع بثت من مقابلة أجرتها معه القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي (وعدت قبل ثلاث سنوات الرئيس (الأميركي) جورج بوش بعدم المساس بعرفات، إلا أنني لم أعد ملزماً بهذا الوعد والأخير لم يعد يستفيد من أي حصانة).
وقد أعلن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أن البيت الأبيض طلب بإصرار يوم الجمعة من رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يفي بوعده وألا يتعرض بالإساءة إلى عرفات.
| 
