شهدت عاصمتنا الحبيبة وبعض مدن المملكة خلال الأيام القليلة الماضية هطول أمطار مع رياح نشطة استمتع بها الكثير من المواطنين وهم بطبيعتهم يحتفون بكل قطرة مطر وبكل غيمة تزور أجواءهم، غير أن هذه الاحتفالية غالبا ما يعكرها بعض المنغصات التي تبدد مراسم الفرح عند مداخل ومخارج الطرق على سبيل المثال حيث الاحتباس المروري الذي يطول وتكون المعاناة فيه كبيرة على من يصطحب عائلة مكونة من نساء وأطفال لأن الأوضاع داخل السيارة ستكون مغايرة عما إذا كان من بداخلها كلهم من الرجال الذين يملكون مرونة التصرف وربما يعاونون قائد المركبة على تجاوز بعض المصاعب، بعكس من يزيدون همه وقلقه لحرصه على سلامتهم وإيصالهم لبر الأمان بين مستنقعات وغدران وأنفاق وجسور تزدحم بسيارات تعاني المشكلة ذاتها وسيارات توقفت وتعطلت وضاعفت معاناة سيارات أخرى من حولها، فالإرباك والتخبط المروري خاصة في مدينة كالرياض يجعل قائدي المركبات في ورطة مؤقتة لكنها تساوي أزمنة من الورطات والتعقيد مع تركيز الاهتمام على أفراد الأسرة المصاحبة وعلى ما يمكن أن يحدث خلال هذه الضائقة المرورية المطرية الوحلية من مخاطر محتملة في أي لحظة وحينما تحدث المخاطر فأين المسعف والمنقذ وكيف سيصل ليتمكن من أداء واجبه ؟ ولعله آنذاك بحاجة إلى مسعف آخر يخرجه من مأزق حل به وبمن يسعف، فسيارات الخدمات على قلتها لن تستطيع الوصول إلى المتضرر في الوقت المناسب وان وصلت لن تسعفه بشكل مناسب وأن أسعفته فلن تسعف أعدادا أخرى من المحتاجين لهذه الخدمات، لماذا؟!
لأن الجهات الخدمية كالإسعاف والهلال الأحمر والدفاع المدني ونحوها تعاني من قصور في تأمين السيارات والأجهزة الضرورية لاكتمال خدماتها وأدائها على الوجه المطلوب.. وهذا الوضع يذكرنا بحالة معاكسة فحينما نتتبع ونراقب أحوال بعض فئات من الموظفين في قطاعات الدولة الرسمية نجدهم يتمتعون بميزات تفوق احتياجهم للخدمات المتاحة لهم نظرا لأن مواقعهم الوظيفية لا تستدعي هذا البذخ في امتلاكهم لتلك التسهيلات من سيارات وهواتف وغيرها، ولن نتحدث عمن يستدعي عمله توفير هذه المعطيات لتفريغه لجهده الموكل إليه.
المرتكز في الحديث هنا كان عن الحالات الإسعافية والحديث ذو شجون فيما لو كان الأمر يشمل القصور في السلوك المروري أو تنظيمه أو الطرق وهندستها والخدمات البلدية وجاهزيتها إلى نهاية سلسلة من ترتبط بهم خدمات متماسكة لا يمكن أن تكون جيدة إلا بتضافر وتأزر جهاتها لتأكيد النجاح.
|