عندما تكتشف الأمة الفجوة الهائلة التي تفصلها عن الركب العالمي المتطور، وعندما تتكالب عليها أشد الظروف وأقساها، وعندما تدلهم أيامها وتحيط بها الأزمات وتحل بها النكبات، فلا عاصم لها عندئذ بعد الله إلا التعليم والتعليم فقط.
ولا تحسبن أن مجرد خروج كل مَن هم في سن التعليم الى مدارسهم كل صباح يعني سلامة الوضع التعليمي. عندما يصل طلابنا الى مدارسهم دون أن يجدوا التعليم النوعي المميز الذي يستثمر أقصى مواهبهم وقدراتهم العقلية، وعندما لا تكون المدرسة مكاناً يتعود فيه الطلاب على التفكير السليم ويكسبهم معرفة حقيقية ومهارات حياتية، وعندما لا تكون المدرسة مكاناً يتعلم ويمارس فيه الطلاب قيمهم الإسلامية الاجتماعية الصافية والرفيعة، وعندما لا تكون المدرسة مكاناً يتعلم ويمارس الطلاب فيه قيم المجتمع المدني الحديث، وعندما لا يكون عالم المدرسة عالماً حقيقياً بل مزيفاً يقفز فوق حقائق المجتمع، وعندما لا تكون المدرسة مكاناً يتعلم ويمارس الطلاب فيه قيماً ومثلاً عالمية سامية يدعو اليها مجتمعنا الإنساني المعاصر. أقول: عندما لا تكون المدرسة كل ذلك فستصبح عندئذ أرضاً مجدبة، وسيصبح التعليم مجرد عبء ثقيل يستنزف موارد الدولة.
وقفة: قال وزير تعليم غربي (راد بياج) قبل أيام: (عندما تكون الرؤية صافية، والتصور المستقبلي مدركاً، والمنهج للوصول الى الهدف واضحاً ومقرراً، ولم يتبقَّ لنا سوى أن نجدف بالقارب.. عندئذ لن نحتاج القيادة التربوية المبدعة).
* كلية المعلمين بالرياض |