Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لسع الحشرات ..يضع سره في أضعف خلقه! لسع الحشرات ..يضع سره في أضعف خلقه!

تجمع عاملات النحل في العادة الرحيق من الأزهار لبناء الخلايا وقد تحط العاملة الواحدة على أكثر من 100 زهرة في اليوم.فإذا حدث- عزيزي القارئ- وضايقت هذه النحلة بقصد أو دون قصد، فإنها تقوم بإدخال إبرتها داخل جلدك وتلسعك عن طريق بث سمها الذي يؤدي في معظم الأحيان إلى تهيج الجلد. مع ملاحظة أن الألم - في بعض الحالات النادرة- يكون مميتاً وينشط النحل أكثر في فصل الصيف.وبالنسبة للأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة للسعات النحل قد تعني لسعة واحدة الذهاب فوراً إلى غرفة الطوارئ أو حتى العناية الفائقة!
الحساسية المفرطة للسع:
في العادة تسبب لسعة النحل ألماً موضعياً لفترة بسيطة ولكن لدى بعض الناس وهم نسبة ضئيلة لا تتجاوز 2% قد يصابون بالanaphylaxis وهي أسوأ ردة فعل حساسية قد تكون من الشدة بأنها قد تؤدي إلى الوفاة.
وهناك حشرات أخرى تلسع غير النحل مثل النحل من فصيلة تسمى هايمنوبترا Hymenoptera وتضم إلى النحل، الزرقط الأصفر، الزنبور، وبعض أنواع النمل (النمل الناري) Fire ants .والنحل في العادة لا يلسع إلا إذا اضطر إلى ذلك وفي أكثر الأحيان لدى مرور الشخص حافي القدمين على العشب أو تنحشر النحلة في ثياب الشخص لأنها تنجذب للأشياء الملونة والروائح ولدى شعورها بأي خطر تقوم بالدفاع عن نفسها وتلسعك.
والعاملات من النحل تختلف عن بقية النحل فلونها أصفر مرقط مع خطوط سوداء وبيضاء، وهي أسمن من الأنواع الأخرى وتموت بعد اللسعة الأولى لأن إبرتها تخرج بعد اللسعة فتموت.
أما الزنبور المقلم Yellow Jacket فهي حشرة عنيفة ولونها أصفر وأسود وهي أصغر وأنحف من عاملات النحل وخطوطها صفراء تعيش عادة في أمكنة منخفضة تحت العشب أو الأحجار ولدى الاقتراب منها أو دهسها بالقدم تهب من جحرها وتلاحقك لتهجم عليك وتلسعك عدة مرات.وفي بعض الأحيان تتجمع داخل العلب المعدنية في صناديق النفايات وبينما ترمي النفايات في الصندوق تهب وتلسعك وقد تدخل في علب المشروبات الغازية وعلى الطعام ولذلك يتوجب الحذر عند الشرب والأكل خصوصاً خلال النزهات البرية لأن اللسع على الجلد مؤلم فما بالك إذا كان في الفم أو على اللسان.ومن المعروف أن لسع النحل والزنبور المقلم يسبب الحساسية الأشد بين هذه الحشرات.
* ما أنواع الحساسية تجاه لسعة النحل؟
بشكل عام هناك أربعة أنواع من الحساسية:
- الخفيفة- الموضعية- الموضعية الكبيرة- حساسية جهازية لا تهدد الحياة وحساسية جهازية قد تهدد الحياة.
فأما الخفيفة والموضعية فهي ما يحصل أكثر الأحيان لدى لسعة النحل، حيث يشعر الشخص بألم وحكة. وهناك قصص كثيرة عن طريق علاج هذه اللسعة، فمنهم من يفركها بالثوم أو غيره وهناك نوع من مطريات اللحم اسمه Adolph يحتوي على أنزيم يمنع تأثير اللسعة ولكن يجب وضعه مباشرة بعد اللسعة. وقد يكون وضع الثلج أو مرهم كورتيزون مفيداً.
وأما الحساسية الموضعية الكبيرة فقد تؤدي إلى تورم حول مكان اللسعة وإذا كانت اللسعة مثلاً في الإصبع فقد يبلغ التورم حد الإبط. ويجب استشارة الطبيب في هذه الحالة لإعطاء العلاج اللازم ويمكن وضع بعض الثلج عليها لحين الحصول على العلاج.
أما في حالات الحساسية الجهازية أو صدمة الحساسية فإن عوارضها وخلال دقائق بعد اللسعة قد تبدأ بتورم الشفتين وتحسس في جميع أنحاء الجسم وقد ينخفض ضغط الدم مع دوخة وغثيان وتقيؤ وبعض الناس يجد صعوبة في التنفس وهذه كلها أعراض قد تهدد الحياة ويجب الوصول إلى غرفة الطوارئ أو الإسعاف بأسرع وقت ممكن.
* كيف يمكن تجنب لسع الحشرات؟
- أول سبل الوقاية هو عدم إزعاجها، ويفضل دائماً انتعال الحذاء والجوارب لدى المشي على العشب أو بين الأشجار، وتفقد الطعام والشراب قبل البدء بالأكل خلال النزهات. وتنبه دائماً عندما تضع عليك ثياباً ملونة أو واسعة عند الرحلات والنزهات لأنها تجذب النحل!
* وماذا أفعل إذا كان لدي رد فعل تحسسي شديد سابق؟
- ينصح الأشخاص الذين يعرفون أن لديهم تاريخاً إيجابياً سابقاً من رد فعل تحسسي شديد من لسع الحشرات أن يحتفظوا معهم دائماً بحقنة تحتوي على مادة Epinephrine مع ضرورة استشارة الطبيب لمعرفة طريقة استخدامها وجرعتها.
وهذه الحقنة قد تعطيك فرصة 20 دقيقة للوصول إلى غرفة الطوارئ ولدى حصول اللسعة تحقن نفسك بها مباشرة في الفخذ وقد تؤخر ظهور الحساسية حوالي 20 دقيقة ذهبية لحين وصولك إلى غرفة الطوارئ وفي حالة السفر إلى أمكنة بعيدة عن المستشفيات يفضل حمل حقنتين. ويجب التأكد دائماً من تاريخ صلاحية الحقن.
أخيراً نشير إلى وجود بعض المفاهيم الخاطئة حول لسعة النحل من بينها:
- يعتقد بعض الناس أنه إذا كان لديك رد فعل تحسسي شديد بعد اللسعة فإنك لن تصاب مرة ثانية والحقيقة أن هناك نسبة 60% من حصول رد فعل تحسسي شديد لو حصلت لسعة ثانية.
- يعتقد بعض الأشخاص أن الأطفال يتغلبون على الحساسية مع تقدم العمر والحقيقة أن هذا غير صحيح.

د. عبد العزيز النوشان
استشاري أمراض طب وجراحة الجلد


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved