* تقرير - سامي اليوسف:
صال وجال اللاعب مرزوق العتيبي كما ينبغي لمهاجم هدّاف في مباراة جدة بين الاتحاد وأسبهان الإيراني ليسجِّل ثلاثة أهداف دفعة واحدة في الشوط الأول ويجهز رابع أهداف العميد في الشوط الثاني للبرازيلي ديمبا مع أنه كان في مواجهة الحارس وبإمكانه أن يضيف إنجازاً شخصياً بتسجيله الهدف الرابع لكنه برهن على روح الجماعة الواحدة في الفريق الاتحادي متجدداً من حب الذات..
معيداً للأذهان ذكريات نجوميته وتألقه عندما بزغ نجمه في كأس القارات.. ومجدداً الثقة في قدراته كلاعب هداف من الطراز الأول ليحوز على رضا أنصار العميد وثقة مدربه العنيد البرازيلي كاندينو.. ليكون خير خلف.. لخير سلف ونعني المهاجم المخضرم حمزة إدريس الذي غاب عن اللقاء وكذلك غاب معه الثنائي المهم شيكو والمدافع الشاب المنتشري.
كان مرزوق العتيبي بحق (عريس) الحفلة الاتحادية في شباك ممثل الكرة الإيرانية الذي تاه لاعبوه وسط أمواج الاتحاد ومراكب الفرح وشلالات الإبداع التي قادها ببراعة.. مرزوق وأبو شقير و(رئة الاتحاد) محمد نور الذي يتجدد مباراة بعد أخرى ليبرهن على الدوام أنه الرقم الأصعب في الفرقة الاتحادية.
لا يفوتنا الإشادة بأدوار ضابط الإيقاع خميس العويران.. والمجتهد كريري والصلب رضا تكر والمساك المولد الذي تفرغ لأداء واجبه الدفاعي بانضباط بعيد عن الخشونة.. ومن خلف هؤلاء صمام الأمان مبروك زايد.. والظهيران المهاجمان الصقري وإسلام الشاطر الذي برهن على أنه صفقة ناجحة.. وناجعة للاتحاد.
الأكيد أن الهدف الأول كان من المفترض أن يجير لاسم وحساب المتألق مناف أبو شقير لولا سوء متابعة وتمركز المساعد الأول.
ولقد كان بالإمكان زيادة الغلة الاتحادية من الأهداف.. لو استغل اللاعبون (كوم) الفرص الوفيرة التي تهيأت أمام المرمى الإيراني على مدار الشوطين.. ولو تخلى ديمبا عن روح الأنانية في بعض كراته..!
لكن الرباعية كانت كافية.. ووافية لرد الاعتبار من خسارة إيران غير المتوقعة.
الفوز الاتحادي كان مستحقاً لعباً ونتيجة.. لأن لاعبيه فرضوا إيقاعهم وشخصيتهم وأسلوبهم على الفريق الضيف منذ الوهلة الأولى للمباراة.. واستطاعوا أن يلعبوا في نصف ملعب أسبهان حتى سجلوا هدفين أسهما في زيادة الضغط النفسي والشد العصبي على لاعبي الفريق الإيراني وانعكس ذلك على تركيزهم في ألعابهم فظهرت كراتهم مقطوعة ووقع مفاتيح اللعب الإيرانية تحت مظلة الرقابة اللصيقة.. وكان الضغط على حامل الكرة واضحاً وعدم إتاحة الفرصة والمساحة للاعبي اسبهان في التحرك بحرية.. ومارس لاعبو الاتحاد سرعة في الارتداد والانتشار خاصة في بناء الهجمة المرتدة السريعة مع طلوع منتظم لظهيري الجنب وليد وإسلام.. كل ذلك تم بانضباطية وجماعية والتزام وجودة عالية.. ساعد في ذلك معدل اللياقة البدنية رفيع المستوى للاعبي الاتحاد.. ليقترب العميد من بلوغ ربع النهائي لدوري أبطال آسيا.. ويترنم أنصاره بالأهزوجة الخاصة بالاتحاد (يا كلك.. حبة.. حبة)..
|