تعقيباً على مقالة فهد الحوشاني
التقاعد المبكر للمعلمات ظلمٌ للكفاءات والخبرات

قرأت عدة مقالات وطروحات تتحدث وتطالب بالتقاعد المبكر للمعلمات كما أنني قرأت ما كتبه الأخ فهد الحوشاني في العدد 11505 حيث تحدث الأخ فهد عن تقاعد المعلمات المبكر وأنه يرى ضرورة هذا التقاعد.. ومن خلال ما قرأت اقول الآتي: هل يرى مجتمعنا بأن عمر المرأة ينتهي عند سن الأربعين؟ هل ينظر مجتمعنا للمرأة بأنها إذا وصلت لسن الأربعين ينتهي عطاؤها وينتهي إنتاجها وتنتهي أفكارها وينتهي حماسها؟؟ أنا واثق من أن هذه النظرة ليست نظرة معممة على كل أفراد المجتمع وأحمد الله على ذلك.. إنني عندما قرأت ما كتبه الأخ فهد أحسست بكثيرٍ من الألم والحسرة حيث إن الأخ فهد تحدث بقسوة عن المعلمات الكبيرات في السن وكأنهن على مشارف الموت بما يحملنه من أمراض وأوجاع وضعف وتعب.. ووصفهن بأنهن غير قادرات على إكمال رسالتهن التعليمية والتربوية.. كما أن الأخ فهد جعل المعلمات الكبيرات في السن هن السبب في عدم تعيين معلمات جديدات.. لماذا كل هذا التجني على معلماتنا الفاضلات واللاتي قطعن شوطاً كبيراً في خدمة وطنهن ولماذا هذا التجني على خبرتهن وكفاءاتهن؟
كما أن الأخ فهد تحدث عن المعلمات الفاضلات بأنهن لا يستطيعن التعامل مع جيل الطالبات الصغيرات اللاتي لديهن أفكار تختلف عن تفكير معلماتهن الكبيرات في السن وهذا تجنٍ آخر على قدرات معلماتنا الفاضلات اللاتي يحملن شهادات وخبرة وثقافة واطلاعاً يؤهلن للتعامل مع الطالبات الصغيرات بما يعود بالفائدة العظيمة على تلك الصغيرات.. ألا يعلم الجميع أن معلماتنا الفاضلات بما وصلن إليه من خبرة يعتبرن ثروة يجب المحافظة عليها وتوظيفها توظيفاً مناسباً يخدم العملية التعليمية والتربوية ويخدم الأجيال القادمين من الطالبات فيجب علينا الاستفادة من خبرة تلك المعلمات بدلاً من التفكير بتسريحهن إلى البيت.
وأنا أرى أنَّ التقاعد المبكر للمعلمات هو ظلمٌ للكفاءات والخبرات كما أن المعلمات اللاتي لديهن خبرة في مجال التعليم ستظهر بصماتهن على المدرسة التي يقمن بالتدريس فيها خصوصاً عن المعلمات اللاتي تم تعينهن حديثاً فنحن نعلم أن المعلمات اللاتي تم تعينهن حديثاً يواجهن الكثير من العقبات والصعوبات خصوصاً في السنوات الأولى من التعيين مما يتسبب في وقوعهن في أخطاء قد تؤثر سلباً على مستوى طالباتنا وهنا يظهر دور المعلمات ذوات الخبرة في توجيه تلك المعلمات مما يساعدهن للقيام بواجبهن على الوجه السليم والصحيح كما أنني أرى أنه يجب على الذين يتحدثون عن التقاعد المبكر للمعلمات مراعاة مشاعر هؤلاء المعلمات فهن بشر قبل كل شيء والحديث عنهن بهذه الطريقة العشوائية والمجحفة فيها تجريح لمشاعرهن كما أن فيها تحطيماً لطموحات وتطلعات المعلمات الناشئات اللاتي سيلقين نفس المصير بعد مرحلة عمرية قادمة من خلال بعض الأقلام التي تشبه السهام في طرحها لموضوعاتٍ تهم مجتمعنا.
وختاماً أقول للجميع أنه يجب علينا التفكير في كيفية الاستفادة من خبرات المعلمات اللاتي قضين وقتاً من عمرهن في خدمة وطنهن من خلال إعداد أجيال من الطالبات ستساعد في بناء بلادنا العظيمة في مختلف المجالات بدلاً من التفكير في كيفية الاستغناء عنهن.