Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البيئة والمجتمع البيئة والمجتمع
د. فيصل بن راكان العبدالرحمن

قضايا البيئة أمر مهم والتركيز عليها أصبح ضرورة قصوى تسعى الدول المتقدمة والنامية على حدٍ سواء للقضاء عليها، فهناك الندوات والمؤتمرات التي تعقد بين الحين والآخر سواء تحت مظلة الأمم المتحدة أو غيرها من أجل محاربة التلوث البيئي والتصدي له، وهناك دراسات عدة لا يمكن حصرها عن آثار تلوث البيئة السلبية على صحة الإنسان والنبات خاصة من عوادم السيارات.
فرغم من كل الجهود التي بذلت على مر السنين للحد من تدهور البيئة إلا أن الوضع البيئي الآن أسوأ منه قبل عشر أو عشرين سنة، ولن نبالغ إذا قلنا إن تلوث الهواء من أهم المشاكل البيئية التي يواجهها العالم في هذا العصر حيث أصبح ظاهرة عالمية وهاجساً مرعباً ومقلقاً لكافة المسؤولين.
وتعد وسائل النقل من سيارات وحافلات وشاحنات المصدر الرئيسي لتلوث البيئة وبرزت هذه المشكلة خاصة في المملكة لعدة أسباب منها الزيادة الهائلة في عدد السيارات التي تزداد مع تزايد عدد السكان، فعندما نسير في الشوارع فإننا نتعرض وبشكل يومي للكثير من السيارات التي تحمل أهم مصادر تلوث البيئة وهو عوادم السيارات.
فعوادم السيارات تشكل خطراً لاسيما على الأطفال الرضع وصغار السن، وهي من أشد الملوثات سمية للدم، ومن الأسباب التي تؤدي إلى أمراض السرطان بجميع أنواعه بالإضافة إلى ما يسببه من أمراض أخرى مثل الربو والتهاب الرئة...إلخ.
ولا شك أن حكومتنا الرشيدة اتخذت العديد من الخطوات للحد من هذه الظاهرة فدائما تسعى لتحقيق بيئة نظيفة مدركة أهمية ذلك من خلال إنشاء العديد من الهيئات والجهات التي تسعى بدورها لتحقيق الأمن البيئي، ولو لم تتخذ حكومتنا خطواتها المباركة منذ فترة من الزمن لمواجهة المخاطر الناجمة عن تلوث البيئة لتفاقم الوضع أكثر ولأصبحت هناك معضلات قد تصل إلى حد المأساة.
والحقيقة أنه لدينا عدة جهات مهمة ومتحضرة ومن بين تلك الجهات محطات الفحص الدوري للسيارات، والتي كما سمعنا أنها منتشرة في العديد من مناطق المملكة ولكننا مع الأسف الشديد نرى أننا لم نفعل دور محطات الفحص الدوري في هذا الشأن.
فمحطات الفحص تساهم بشكل مباشر في الحد من تلوث البيئة بسبب أن الفحص الدوري يقوم بفحص نسبة غازات عوادم السيارات، فعندما زرت إحدى محطات الفحص أيقنت بأهميته وفائدته وذلك بعد أن فشلت في العادم الذي وصلت نسبته إلى (10%) حيث علمت أن النسبة المقررة قد حددت ب (4.5%)، ولاشك أن هذه النسبة لا تؤثر على صحة الإنسان.
ونحن نعلم أنه تقريباً جميع السيارات تراجع محطات الفحص لإتمام إجراءات المرور وغيره وهذا الأمر يساعدنا كثيراً في الحد من تلوث البيئة، ولكن ماذا عن السيارات التي لا تراجع محطات الفحص؟
وهنا نناشد رجال المرور والمسؤولين في وزارة الصحة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة للاهتمام والتركيز على محطات الفحص الدوري بشكل أكثر، فلماذا لا تعطى مخالفة للسيارات التي يوجد بها عادم مرتفع؟ حتى نجبر أصحاب السيارات على مراجعة الفحص الدوري كجهة رسمية ومعتمدة للتأكد من نسبة العادم والهدف من ذلك سام وهو المحافظة على بيئة صحية ونظيفة وخالية من التلوث.
فلا شك أن وزارة الصحة والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تسعى جاهدة في الاستفادة من كل منشأة تساعد وتخدم البيئة، فرئيس الرئاسة العامة
للأرصاد وحماية البيئة سمو الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز ومعالي الدكتور حمد المانع وزير الصحة لا يتهاونان في كل أمر يمس بصحة المواطن والمقيم فجميعنا يعلم أن الأمن والسلامة البيئية ضرورة لرفاهية واستقرار الشعوب وبالتالي الدولة.
وفي الختام نؤكد على أن عوادم السيارات تشكل خطراً على حياة الإنسان الأمر الذي يفرض علينا تحركاً سريعاً لمواجهته فنأمل من الجهات المذكورة تفعيل جميع المنشآت التي تخدم هذا الأمر ومنها محطات الفحص الدوري للسيارات وذلك للمصلحة العامة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved