Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لنجدد الماضي بإيجابياته الخيِّرة لنجدد الماضي بإيجابياته الخيِّرة
سليمان الأفنس الشراري / طبرجل

حينما تغرب الشمس.. ويلف الليل بعباءته القاتمة السواد كل ما حولنا كنا نلتف حول النار التي تزيد وتنقص في ضوئها لكنها كانت سهرتنا.. أجمل مايؤنس سهرتنا.. لم يكن ليلنا طويلاً فهو ينتهي قبيل منتصفه حينما نأوي جميعاً إلى فراشنا بعد أن يحكي لنا والدي أو والدتي أو جدتي قصة من القصص التي يروونها وينسبونها إلى ذلك الزمان الغابر كما يقولون.. في بداية السرد القصصي لحكاياتهم الجميلة التي كانت لا تفارق مخيلتنا أثناء النهار وفي حياتنا وفي تعاملنا الطفولي مع بعضنا كان الخيال مسيطراً كانت الآفاق رحبة جداً من الخيال نسبح بها في تلك القصص الجميلة عن الوفاء والكرم والنخوة والشجاعة والحنان والعطف عن صراع الخير والشر في ذلك الأسلوب القصصي الذي يبدعون فيه كانت ليالينا من آنس الليالي التي عشناها في ذلك الزمان الغابر حقاً.. قبل أن تغزونا الدشات والهوائيات والفضائيات بكل قيم غريبة عن مجتمعنا وتقاليدنا وعاداتنا، بل إنها غريبة حقاً عن جلودنا وما (أشين السرج على البقر) كما يقولون في أمثالهم الشعبية.
فإن كان هذا المستورد يليق بأمم أخرى فهو لا يليق بنا كأمة طيبة المخبر نقية النية صادقة الكلمة مع نفسها ومع الله.
بلادنا بلاد نقية طاهرة الثرى قيمة المبادئ قادتها أفذاذ فتحوا مجالسهم ودواوينهم السخية لكل طالب حاجة ولكل متظلم.. مشرعة بالخير فلهم الحب والولاء كما أمرنا الله بهم وكما أكرمنا بهم بالرحمة والعطف والدراية والعدل والاهتمام بكل ما يهم شئوننا الحياتية.. فنهجهم الإسلام ومسلكهم الخير وهي سمة اتسموا بها وحق لنا أن نفخر بهم وبها. ووطننا يستطيع أن يعيش بكل تكاتف اجتماعي بدون هذا البهرج الغربي الزائف الملوث للفكر والجذور.. والذي اتضحت للعيان أهدافه التدميرية المتعمدة.
إننا نستطيع أن نتأقلم بحياة بسيطة تواكب العصر في تطوره تأخذ منه المفيد وتنبذ السيىء..
إننا أمة تدعو إلى الخير والرشاد تحب الخير والسلم والسلام فهما مبدآن من مبادئ خيِّرة كثيرة في ديننا وقيمنا وتراثنا العريق حقاً بالخير.
أنا لا أدعو للعزلة والانسلاخ من العصر ولكنني أدعو أن ننبذ كل ما فيه سيىء لهذا العصر وأهله فإن تمسكنا بالقرآن والسنَّة لن نضل أبداً ولن يكون للخوف مكان في حياتنا، فالخوف سمة المشككين بمبادئهم وقيمهم ونحن لن نشك فيهما أبداً بإذن الله والله سبحانه الصادق وعده.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved