قرأت في احدى الصحف المحلية تعقيباً بعنوان (دراسة آثار العمالة المنزلية على النشء)..
وإنني اضم صوتي لصوت الكاتب عن الأخطار التي تنجم من العاملات على سلوك الأطفال، خصوصاً في السنوات الأولى من العمر وتأثيرها في تربية النشء في جميع مراحل حياته حتى بداية التحاقه بالمدرسة. فأصبح لا يستغني عنها في مأكله ومشربه وملبسه، خصوصاً إذا غاب وعي الأسرة وأعني الأم والأب وانشغالهما عن تربية أطفالهما.. فكثيراً ما تواجه بعض الأسر الأخطار من جراء اعتمادها الأساسي على الخادمة مما يؤول إلى المشاكل التي يتعرض لها الأطفال منذ الصغر خصوصاً من الناحية الدينية التي لابد للأسرة أن تعنى بها لأطفالها. فكثيراً من الأسر توكل هذا الأمر للعاملة.. دون الاكتراث للمشاكل التي تلحقه بالأطفال خصوصاً إذا كانت العاملة غير مسلمة.. فالأسرة هدفها وجود خادمة تعنى بالمنزل والأطفال وهذا ما يعنيها كما يبدو.
وتلقي ربة المنزل بالمسؤولية كاملة، حتى أطفالها تنشغل عنهم بعملها دون مراقبة لما يحدث لفلذات كبدها.. وهم في حاجة لرعاية وتوجيه وتعليم.. فليس من المعقول أن تعنى عاملة بطفل لا يتجاوز عمره العام والعامين بطريقة تعليمه اللغة العربية وهي قادمة من دولة لا تتحدثها وكثيراً ما يتأخر بعض الأطفال في لفظ كلمتي بابا، ماما، مما يدل على خطورة وجودها بينهم.. وذلك لاعتماد الأم الرئيسي عليها في التربية. فنجد بعدما كانت الأم المسؤولة عن التربية والتعليم والتهذيب أصبح واجبها محصورا في الزيارات العائلية، والتردد على دور الأزياء، والمحادثات التليفونية حيث تقضي الساعات الطوال وهي تتكلم وتجادل فيما لا يجدي.. متناسية أن وراءها مسؤولية وعبئا ثقيلاً.!
فتلقي بجميع شؤون المنزل على عاتق الخادمة علاوة على التربية التي أصبحت من اختصاص الخادمة كذلك.
لقد تبدلت الأمور وأصبحت المرأة تشارك الرجل في التعليم والعمل وتمارس مسؤوليتها كاملة لتجعل من نفسها انسانة محط اهتمام وتقدير. والواجب تشجيعها في كل هذا.. وألا نهضمها حقها.. ولكن لابد ان تكون رقيبة في بيتها وعلى أبنائها في جميع مراحل حياتهم، ويكفيها ان شرفها الرسول عليه السلام عندما سأله صحابي (من أحق الناس بحسن صحابتي..؟ قال: أمك. قال: ثم من. قال: أمك. قال: ثم من. قال: أمك. قال: ثم من. قال أبوك) فهذا خير وسام يشرفها به الإسلام.. وسوف تسأل الأم أمام الله عن المسؤولية التي حملتها وتخلت عنها، فكل شيء بميزان ومن يختل ميزانه فقد هوى.. نسأل الله ان لا نكون من الذين يقصرون ويهملون، ومن الذين يعملون ولا يقبل عملهم إنه سميع مجيب.
|