تابعت مع غيري ما عرضته مباشرةً من موقع الأحداث مساء الخميس قناة الإخبارية في جدة، عروس المدائن في هذا الوطن، يَخدش طهرها (الاعتداء)، وهذا الذي شاهدناه هو مواصلة اهتمام رجال الأمن في أداء دورهم الذي سيمدُّهم من أجله الله تعالى بمشيئته العظيمة قوَّةً إلى قوَّتهم، ويزيد عزيمتهم ثباتاً، وشأوهم جلداً، وصبرهم شدَّة، وهو كشفٌ لما تعمل له هذه الفئة المحرَّضة، بانتشارها في مدن البلاد، وعملها على إخافة العباد، والمساس بأمن البلاد، ولئن حرص المواطن على معرفة ما يدور بمثل ما رأينا وشاهدنا فإنَّ عدم التجربة في مواقف مثل هذه لا يبرر للنَّاس التجمُّع، ولا عرقلة عمل رجال المكافحة من أولئك الجنود الأبطال الذين يواجهون الموت في صلابة وعزم ورضاء، بارك الله فيهم، وكان معهم ونصرهم وأيَّدهم.
إنَّنا أمام (عصابة) لها فتائلها، وأطرافها، وإن كان قادة الأمن يعلمون بمتابعتهم وبحثهم وتقصيهم وترتيباتهم مواقعَهم أو يلمُّون بأطراف ذلك، ولديهم الخطط المدروسة في كيفية مداهمتهم ومواعيدها، إلاَّ أنَّ الساكنين والعابرين عندما يجدون أمراً مثلما شاهدنا عليهم الابتعاد قدر المستطاع وإفساح المكان لرجل الأمن ليؤدي عمله؛ أولاً لحفظ الوقت له، وثانياً لعدم تشتيت جهوده في حماية المواطن، أو مواجهة المطلوب.
ذكَّرني موقف الناس بأمور:
الأول: أنَّ غالبية الحوادث في الطرقات والأماكن العامة، بل في الأنفاق والشوارع الطويلة، تتفاقم نتائجها وخسائرها بسبب عدم وعي المواطن الذي ما إن يسمع بوقاً لسيارة أمن إلاَّ أوقف عربته وركض، فتزدحم الأماكن، وتضيق المواقع، ويعطَّل أمر الإنقاذ، مثل هذا الفضول فلا بد أن يتوقف عند حدِّ المعرفة التامة بأن هذا التجمع ليس فيه خدمة للوطن، ولا لرجال الأمن، بل فيه تعطيل.
إنَّ الوعي بأساليب خدمة الأمن، هي أن يبدأ المواطن منذ الآن بمراقبة كلِّ ما يدور من حوله، ويكون عيناً يقظة على كلِّ ما يلفت نظره ويثير في حسِّه القلق. ذلك لأنَّ التَّضافر الآن واجب والجهاد في سبيل الوطن ليس بالكلام، إنَّنا نحتاج إلى أن نعي بأن انتهاك سلامة الإنسان ليس من الإسلام في شيء، وأنَّ أمن الإنسان في الوطن ليس مسؤولية رجال الأمن الآن وحدهم.
وإنَّ مشاركة قناة تلفازية في رصد وقائع المداهمة مساء الخميس بدقَّة وصدق فيه ما يشير إلى دور جيد للإعلام السعودي الذي بدأ يواكب ما استجدَّ من أحداث جديدة في مجتمعنا. ربَّما تكون الدَّافع لمزيد من الوعي ولكثير من التَّعاضد، ولتقيُّد دور كلِّ مواطن في هذه المرحلة.
والدعاء.. الدعاء...
إنَّنا بحاجة لأن نفتح الباب له واسعاً في آناء اللَّيل وأطراف النَّهار، فالله قريب مجيب حافظ بإذنه تعالى لأمة تؤمن به وتعمل على نشر كلمة التوحيد.
|