Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رئيس مجلس القضاء الأعلى لـ « الجزيرة »: رئيس مجلس القضاء الأعلى لـ « الجزيرة »:
استهداف مبنى المرور..عدوان (فاحش) وظلم صارخ..وإفساد في الأرض
المرتكبون والمخططون والمتعاطفون والفرحون بهذا العمل أعوان للشيطان

* حوار - مسلم الشمري:
شدد رئيس مجلس القضاء الاعلى الشيخ صالح بن محمد اللحيدان بأن من يتعاطف مع مرتكبي العدوان الفاحش والظلم الصارخ على مبنى المرور يوم أمس الأول فإنما هو تعاطف مع المفسدين في الأرض المجرمين الخارجين عن السلطان والعدل وقانون الشريعة الغراء.
وقال فضيلته في حديث خاص ل(الجزيرة): إن هذا العمل الوحشي لا يدل على فلاح وتقى بل أبعد ما يكون عن الصلاح والفلاح وأن مرتكبيه والمخططين له والفرحين بهذا العمل هؤلاء جميعاً من اعوان الشيطان .
وحول عدم تقديم العناصر الإرهابية التي قبض عليها قال فضيلته لابد أن يستقصى منهم في التحقيق لما قد تكون من عناصر مختفية متربصة بما يحدث ، وحول مطالب الإصلاحيين قال فضيلته كيف تكون هذه المطالب في ظل أحوال مرهقة واعتداءات على أطراف البلاد الإسلامية وتوجيه الانتقادات على المملكة فهذه مطالب مشبوهة وإلى تفاصيل الحوار:
* استهداف مبنى المرور يوم أمس الأول من قبل العناصر الإرهابية يوضح بجلاء ان هذه العناصر تعادي وتحارب المجتمع السعودي بأسره كيف تقرؤون هذا التحول لهذه الخلايا الإرهابية؟
- ان العدوان الذي وقع على مبنى المرور بعد ظهر الأربعاء عدوان فاحش وظلم صارخ وارتكاب لمحرم من اعظم المحرمات فإن قتل النفس المعصومة من اعظم الذنوب والنبي- صلى الله عليه وسلم -عده من أكبر الكبائر ،هذا إذا كان القتل موجها لنفس واحدة معصومة فإن من قتل نفساً واحدة كأنما قتل الناس جميعا كما في نص القرآن ثم هذا الجرم الخطير والعمل الفاحش لا يظهر انه اجرام بسيط وإنما إجرام يستهدف الدولة والمجتمع المسلم ويستهدف دولة العقيدة ويقتل الابرياء ويعرض المارة للقتل فهذا من أعظم الفساد في الأرض ومن أكبر الجرائم ومن رضي بهذا العمل او تعاطف مع فاعليه فإنما يتعاطف مع المفسدين في الأرض المجرمين الخارجين عن سلطان العدل وقانون الشريعة الغراء فهذا العمل لا يدل على فلاح وتقى بل ابعد ما يكون عن الصلاح والفلاح فهم بمنأى عن الخير، مرتكبوه والمخططون لذلك والفرحون بهذا العمل هؤلاء من اعوان الشيطان ومن أعداء الأمن والإيمان هذه الجرائم لا تفرق بين رجل أمن عسكري ولا بمراجع بمعاملة ولا بمار في طريق ،لا تفرق بين رجل وامرأة ولا بين رجل وطفل فكأنما أعداء الإسلام يتقصدون الإسلام والمسلمين والذي اقوله: انه عمل لا يتعاطف معه اهل حق ولا يرضى به مؤمن ولا يفرح به إلا من كان قلبه خرابا نسأل الله العافية ثم أن الواجب على كل من يعلم عن هذه الفئة الذين يخططون لمثل هذا العمل أو يعلم عن من يخطط له ان يبادر إلى ابلاغ السلطة لأن التعاون بين افراد المجتمع لدفع الاخطار ودرء المصائب واجب على كل احد وأما من يؤوي هؤلاء أو يتستر عليهم فإنه يدخل تحت من لعنهم النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح.. لا نقول :إلا إنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا نقول إلا : اللهم افضح اصحاب النوايا الخبيثة والمقاصد السيئة والإرادات الفاجرة إن هذا البلد مأرز الإسلام وفيه الحرمان الشريفان وفيه دولة العقيدة الرافعة للواء اخلاص العبادة لله وهذه البلاد يتطلع إليها المسلمون في كل مكان ، والإفساد فيه افساد موجه للأمة الإسلامية اجمع والذي نؤكد عليه مرة أخرى أننا نسأل الله جل وعلا ان يشد أزر رجال الأمن ويعينهم ويرزقنا جميعاً التعاون معهم على أحباط كيد الكائدين والقضاء على نوايا المفسدين كما نسأل الله جل وعلا أن يهدي ضال المسلمين ويصلح شأنهم ويعيذنا وإياهم من نزغات الشيطان ووساوسه وهؤلاء المتعاطفين مع هؤلاء المجرمين.. نصيحتي لكل واحد منهم أن يراجع نفسه ويفكرفي حالة انفراد عن العواقب السيئة في الدنيا والآخرة أما في الدنيا فهذا الأمن الذي يعيشه الناس عشرات السنين منذ أكثر من سبعين سنة وهذه المملكة تنعم بأمن تام واطمئنان تام ويتنقل المتنقل ولا يخشى إلا الله ولم تبدأ المزعجات إلا عندما خرجت هذه الفئات بأفكار غريبة ونوايا عجيبة نصيحتي لهم أن يتوبوا إلى الله جل وعلا ويعودوا إلى مسيرة الأمة ومنهج الحق ويسلموا أنفسهم ويكشفوا بصدق عن توبتهم وإنابتهم والله تعالى يقبل توبة التائب إذا تاب والله سبحانه وتعالى لما ذكر المحاربين الذين ذكر عقوبتهم بين أن من تاب سابقاً قبل أن يقدر عليه ولا لم يتب لما كان في المتناول انه إذا تاب لا يكون كمن لم يتب ثم إني اقول علينا جميعاً علينا أن نعتبر من هذه الحوادث ونأخذ باسباب اليقظة والتنبيه واذا شككنا في أمر أو جماعة ولو كانت من أقرب الأقارب أن ننصحهم ونخوفهم ونبلغ عليهم ايضاً حتى يكونوا تحت كواشف حفاظ الأمن واسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون الفاجعة آخر الفجائع وأن لا يكدر صفو بلادنا ولا الأمة الإسلامية ثم الا يعتبر هؤلاء بحوادث العراق وما فيه من تناثر الجثث ونهش الكلاب الضارية بأجسام بني آدم ألا يعتبرون بما يقع في فلسطين على ايدي اليهود المجرمين الظالمين وما قد يقع او وقع في بعض اطراف العالم الإسلامي وبلدهم تعيش في هذا الأمن المبارك ينبغي أن يشكروا الله لأن دوام النعم ونموها إنما يتحقق بالشكر الصحيح والله المستعان.
* السؤال الذي يردده الجميع .. من الذي يقف خلف هذه الخلايا ويمولها ويخطط لها.. هل هو تنظيم القاعدة الذي عرف باستراتيجية استهداف الامريكان والغربيين أم الصهيونية العالمية كما ذهب البعض الآخر في تحليلهم كيف تقرؤون جهة التمويل والتخطيط؟
- لا استطيع أن اترجف او اتخبط في تحديد مصادر هذا الشر وهذا الشر له منابع متعددة وروافد متنوعة ومما لاشك فيه أن أعداء الإسلام في كل مكان يفرحون لما يحدث في أي بلد من بلدان الإسلام ثم أن كثيرا من الأغرار من أبناء المسلمين اذا فقدوا البصيرة ويستدرجهم اعداء الدين يتظاهر بمظهر من مظاهر الدين فانخدعوا ثم جازفوا في اعمال خطيرة وأن تخريب الاوطان وترويع الآمنين وإتلاف الحرث والنسل ونسف المساكن على من فيها هذا من افضح العدوان والظلم في الأرض والأمة الإسلامية في جميع حروبها القديمة لا خلت تعامل الكفار المعتدين أو في حال الحروب والقتال بشيء من هذا بل الإسلام قد حرم الله فيه قتل المرأة والوليد والشيخ الهرم والمتعبد في صومعة من الصوامع لا يقتل إلا بمقاتل، هذا في حال الحروب والقتال، فما بال هؤلاء يقدمون على هذه الأعمال التي من سمع بها فجع ومن رأى آثارها فجع.
إن المحقق الذي تحقق توقعاً أن كل مغرض ضد هذه الدولة وهذه البلاد إما ان يكون جالساً مسروراً بما حدث ، أو قد يكون مؤيداً ومساعداً ثم أن منابع هذه الاسلحة ومصادرها يجب أن تكون على بال المسلمين وعلى بال أهل هذا الوطن ويفكروا كيف الخلاص منها وكيف الحذر عن ما يأتي عن طريقها
أما مسألة القاعدة أو غيرها فكل من فرح بهذا الشر واستأنس به او حذر رجال الأمن اما أنه هو قاعدة سوء ورخيصة فساد ومطية للشيطان أما من نفسه او بانقياده لمن غرر به وغره والواجب في كل الامور أن يرجع إلى اهل العلم الراسخين الذين منحهم الله الاطلاع والفقه في الدين ، ونسأل الله السلامة لبلادنا وبلاد المسلمين.
* هناك من يقول بأن عدم محاكمة المقبوض عليهم من العناصر الإرهابية وكذلك اصحاب الفتاوى التكفيرية إلى حد الآن جعلت العناصر الفارة تتمادى في اجرامها وعصيانها؟
- لا أستطيع أن أقول شيئا في هذا: فإن من أفتى بفتوى ثم تاب صادقاً وأعلن خطأه في فتواه التي صدرت منه فلابد من الاعلام بأن ما أفتى به في كذا وكذا كان خطأ هذا لا يجب ان يقال: يحاكم وأما أن يقول إنسان إننى أفتيت ولكن لا يعلن أنه أخطأ فيما افتى به من الفتاوى فهذا يحتاج إلى أن يؤكد توبته بما يدل على صحتها وهذا هو المؤمل من كل مخلص اغتر وغر ثم فتح الله بصيرته فأبصر واستبصر أن يعلن توبته من كل أعماله التي تاب منها جملة وتفصيلاً لاسيما في اوقات يكثر الخوض والقول والخلط والدعاء ،ان التوبة توبة ألجأ إليها وامثال ذلك.
* ولكن فضيلة الشيخ يتساءل البعض عن مضي عام كامل على تفجيرات الحمراء وغرناطة ورغم تمكن رجال الأمن من القبض على كثير من العناصر الإرهابية إلا انهم لم يتم تقديمهم للقضاء؟
- لا داعي للتساؤل بنظر إلى البلاد الأخرى.. يقبض على الشخص في الجرائم الخطيرة ثم لا يبادر في محاكمته ليستقصى لما قد تكون من عناصر قد تكون مختفية متربصة بما يحدث فإن من يقولوا هذه الأمور يجب عليهم أن يراعوا الاحوال ويفكروا في العواقب وينظروا في مآلات الأمور ولا يجب كما يقول اصحاب القانون، لا سجن إلا بحكم ولا حكم إلا بموجب جرم، وامثال ذلك .
هذه لا نراها يطبقونها في بلادهم وهناك حوادث في الدول الأجنبية والولايات المتحدة الأمريكية من سنين الحادثة وحتى الآن لم تنظر قضائياً وقد لا يقدم شيء للقضاء حتى يستقصى في متابعة خيوط هذه الجريمة ولو لم يحكم على أناس قد تكون البقية تكشف عن أمور ما كانت ظاهرة فقد يكون الجزاء السابق جزاء غير مناسب وقد يتبين بما يوجد فيما بعد أن الأحوال تستدعي عفواً أو شبيهاً بالعفو، والمتفرج الذي ينتقد السلطة على أمور لم تقدمها وأمثال ذلك ينتقد من غير موقع يشهد له بسلامة الانتقاد.
* هناك بعض الشخصيات التي تطالب بالإصلاح في بلادنا بكافة اوجهه ما وجهة نظر فضيلتكم حيال هذه المطالب؟
- الناس يختلفون.. هناك مطالب اصلاح تدل على صدق طالبيها وهناك مدع لطلب اصلاح لا تفرضه المقاصد الشرعية. ولا تعينه على ما يرد قواعد الشريعة واصولها ثم ان هذا الزمن وللأسف ولاسيما إذا انحرفت جوانب الحوار عن بعض مقاصدها ينبغي أن يكون العمل والقول مقيداً في اوامر الشريعة ونصوصها لماذا جاءت الشريعة في نصوص عديدة من القرآن والسنة ووجود السمع والطاعة وعدم منازعة العلم وأهله وعدم الخروج على طاعة السلطان لضمان مصلحة الأمة وتحقيق أسباب استقرارها وأمنها وهذه المطالب في أيام الرخاء والسعة مطالب مشبوهة فكيف اذا كانت في ظل احوال مرهقة واعتداءات على اطراف البلاد الإسلامية المتنوعة وقيام دول ذات شأن بنصرة الباطل والدفاع عنه وتوجيه انتقادات لاحوال المجتمع كمجتمع المملكة الذي يعتز بتمسكه بالآداب الإسلامية وتعظيمه لقواعد الشريعة واحترامه للاخلاق الإسلامية وتعاون المرأة وتعاون الرجل ثم يصفق هؤلاء المدعون للإصلاح لما تبثه وسائل الاعلام أو ما يتشدق به أعداء الإسلام ولكن من يتوكل على الله فهو حسبه ومن يصدق مع الله جل وعلا يجد من الله امانة ونصرا وتوفيقاً وتسديداً وهذا ما يرجوه لنا ولاة أمرنا وإلى إخواننا في بلادنا وإلى اخواننا المسلمين في كل مكان.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved