لامجال للمجاملة عندما يكون الحديث عن مدينة الرياض او عن الوطن عموماً، هكذا تعلمنا من حاكم الرياض سلمان بن عبدالعزيز، وهذا ما سوف أطبقه هنا.
في هذا المساء إن شاء الله سوف تصافح القلوب القلب الكبير وصديق الجميع قبل ان تصافح الأيدي يمين سلمان بن عبدالعزيز، زيارة سنوية يتشرف رجال الاعمال بها ويتحدثون معه بكل وضوح وفي نفس الوقت تقدم لسموه الكريم ورقة تحتوي على الواقع ولا شيء غير الواقع، نقاط عديدة عن هموم التجارة والصناعة والزراعة والخدمات بالاضافة الى نقاط أخرى ذات أهمية في تصور رجال الأعمال وتجد الاهتمام من سموه الكريم.
هذا طبعا ما لا سوف أتحدث عنه هنا إنما اختصر موضوعي في نقطتين مهمتين:
1- توسع مدينة الرياض.
2- الأمن ومشاركة رجال الأعمال.
الموضوع الأول:
مع وجود حقيقة ثابتة وهي اننا لن نستطيع مواكبة هذا التوسع الكبير والنمو غير العادي الذي يصل الى حدود 8% سنويا من الناحية السكانية حسب الاحصاءات المنشورة وان استطعنا ان نواكب هذا النمو الهائل فهذا ايضا بتكاليف مضاعفة وان هذا الامر على قدر عال من الأهمية وهذا ما يوجب البحث في جذور المشكلة وكيفية الحد من النمو الداخلي داخل المملكة العربية السعودية وكيفية توزيع هذا النمو على بقية المناطق عن طريق التشجيع والترغيب من خلال الاعفاءات او زيادة القروض للمشروعات الصناعية خارج مدينة الرياض او الاعفاء الضريبي مثلاً، وهنا فإنه لابد من مشاركة رجال الأعمال في تقديم الحل الامثل بالتعاون مع مجلس المنطقة او أية جهة يحددها سموه، وإنني متأكد إن شاء الله من أن ثمرة هذا التعاون الذي قد يكون على شكل لجنة دائمة تجدد دورياً سيكون إن شاء الله مثالاً يطبق في بقية مناطق المملكة التي تعاني نفس المشكلة.
الموضوع الثاني:
الأمن ومشاركة رجال الأعمال
إذا كان المال هو عصب الحياة فإن الأمن هو كل شيء في هذه الحياة والقطاع الخاص اليوم تتجه إليه الانظار ليكون صانع حركة الحياة والمحرك الرئيس لكل الأعمال ومستقبلا سيكون هو الايقاع ودور الحكومة هو ضابط لهذا الايقاع وبالتالي فإنه مؤهل أكثر من غيره لتقديم رؤيته او وجهة نظره في كيفية مواكبة تطور المدينة وتطور امنها ولا يخفى على الجميع وهذه حقيقة يجب ان نعترف بها وهو أهمية الأمن وبالذات في هذا الوقت وعليه فإن على رجال الأعمال واجب المشاركة ليس فقط في تقديم وجهة نظرهم بل في كيفية المشاركة في الحد من الجريمة من خلال تحسين وضع منشآتهم التجارية والصناعية وتقديمها لتعامل مع واقع المدينة الجديد بحيث تكون هذه المنشآت محصنة تلقائياً ضد الجريمة مما يعين الجهات الأمنية في حمايتها ويخفف العبء عليها ولا ننسى في نفس الوقت ان يقدم رجال الأعمال رؤيتهم
وما يرونه فيما يجب ان يكون عليه التطور الأمني في المدينة.
وفي نفس السياق لا يفوتني ان أشير الى أمن آخر وهو الأمن الأخلاقي فإن الانفلات الإعلامي الفضائي اوجد معضلة كبرى في افساد الاخلاق ومن باب الأمن الأخلاقي نتحدث عن الحماية الأمنية لهذا الجانب المهم الذي لا يقل أهمية عن الأمن بالمفهوم الشامل لأن نتائجه على المدى الطويل مدمرة لأخلاق الشباب والذي سيكون هو عماد المستقبل، ولا ننسى ان نستشعر ما سيكون عليه الشباب مستقبلا ويجب ان نتذكر أن الإسلام قد دخل الى الصين عن طرق التجار المسلمين وهؤلاء الشباب هم تجار المستقبل وصناعه ومدرسوه ... إلخ
ومن هذا المنطلق فإننا نشحذ من سموه الكريم فكرة مدعومة بفضائله وحبه للفضيلة وليس بالضرورة ان تبحث في هذا المساء ولكن لتبقى على جدول أعماله المزدحم.
أعانه الله وأثابه وجزاه عن المسلمين كل خير وعافية.
أكرر شكري وتقديري ومحبتي وولائي الى سيدي واستاذي الأول صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي سنسعد هذا المساء بلقائه وزملائي وأعضاء الغرفة التجارية والصناعية بالرياض وفي مقدمتنا اخي وصديقي حامل لواء المحبة والتواضع والولاء للوطن وولاة أمره الشيخ عبدالرحمن بن علي الجريسي مع نخبة من رجال الأعمال يمثلون كبرى البيوت التجارية على مستوى المملكة العربية السعودية.
فأهلاً وسهلاً بصديق الجميع.. سلمان بن عبدالعزيز
*عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض |