Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
حتمية المواجهة
فاطمة العتيبي

** لم يعد يكفي أن نشجب.. أن نتباكى.. أن نترحم على الشهداء.. إننا في حالة مواجهة حقيقية مع فكر مدمر يريد أن يغتال الحياة في أوردتنا..
إننا في مواجهة حقيقية مع الانتحار والقتل والتفجير واليتم والترمل من آثار الدمار التي تترك ندوبها على وجه المدن وقلوب الأطفال.
** لم يعد رجال الأمن هم المعنيون فقط بأمننا.. إننا اليوم جميعاً شركاء معهم في حماية أنفسنا وأعراضنا وأموالنا ووطننا من هذا الدمار الذي يتحوط به.
** كيف يقتلنا أبناؤنا..؟!
كيف يفرقون لحمهم على الأرصفة في رغبة مجنونة لرائحة الدم والسفك والأشلاء والانهيارات..؟!
لصالح مَنْ يجري ذلك..؟!
لصالح مَنْ يذهب هؤلاء الأبرياء وتذهب هذه الأموال..؟!
وكيف يوجد بيننا من يؤيد هذا الدمار ويتمترس خلف أقوال واهية ومبررات باطلة بحثاً عن الشهادة والجهاد..؟!
كيف يجاهد من يقتل الآمنين..؟!
كيف يجاهد من يقتل المعاهدين..؟!
كيف يجاهد من يقتل أبناء وطنه ودينه الذين يقيمون الصلاة ويعلون كلمة الله..؟!
** نحن نتألم لمقتل الأبرياء في كل مكان
يؤذينا أن نرى الأرواح تتساقط في مدريد أو المغرب أو تركيا أو العراق أو فلسطين.. لسنا عنصريين في مشاعرنا لنا قلوب رققها الدين وسماحته..
فلسنا نرضى بموت الأبرياء تحت أي مبرر أو مسوغ..
الحرب لها ساحتها.. والمحتل واضح ظلمه لا يمكن ان تتداخل قضيته مع قضايا أخرى.
وساحات القتال والشهادة والجهاد نحن معها في فلسطين والعراق وقبلها أفغانستان حيث يحارب أبناء الأرض محتلهم وظالمهم وتؤازرهم الشعوب بمشاعرها وعملها السياسي.. لم يكن يرضينا حتى ذهاب أبنائنا للحرب هناك.. فتوسيع دائرة المعارك هو إزهاق لمزيد من أرواح المسلمين وهو إشعال لحرب كبيرة قد يذهب فيها من المسلمين الكثير لأنهم في حالة ضعف في آلتهم العسكرية مقابل الآخر القوي..
تلك ساحات نعرفها وندعو لها في حملاتنا وندعو للمجاهدين فيها بالثبات في العراق وفلسطين.
** لكن قتل الأبرياء وهم في قطاراتهم وهم في أسواقهم غيلةً وغدراً وبدون ذنب.. هل يحاسبون بجريرة رؤسائهم؟! هل يحاسبون بجريرة سياسات أوطانهم..؟! أي عدل هذا.. إنه الظلم حتى لو كان في أمريكا ذاتها..! وهي المحتلة للعراق والمؤيدة لإسرائيل.. فالشعوب لاذنب لها والحرب ليست مع المدنيين.
** لكن الله سبحانه قال {ولا تزر وازرة وزر أخرى} فمال الأبرياء والقتل.. هذا ما كان إرهاباً خارجياً.. هو يحزننا ويؤلمنا.. ونشعر إنه لاينتمي لصيغ الجهاد الاسلامي..
** فماذا عنه وهو يوجع قلوبنا ويدميها في أواسط بيوتنا وفي زحام شوارعنا.. في مكاتب أعمالنا..
إنها الفتنة فلعنَ اللهُ مَنْ أيقظها..
إنها الرغبة المحمومة والمجنونة بروائح الدم والأشلاء..
هي الرغبة الشريرة في إرباك هذا الوطن الصامد بأهله واعتزازهم بدينهم القويم.
** إنها المواجهة الحقيقية مع الأشرار وهي لم تعد اليوم مسؤولية رجال الأمن (وحدهم) إنها مسؤوليتنا جميعاً.. إنها حياتنا وحياة أطفالنا وحياة وطن آمن تتلاقى في فضاءاته أصوات المآذن ورحيق القرآن.
إنها المواجهة مع الحق.. والوقوف ضد الباطل..
اليوم لا يُقبل التخاذل.. ولا يُقبل الاتكال.. ولا يُقبل الصمت أو التردد..
لكننا أمام الله ثم الوطن مسؤولون عن تضييق الخناق مع هذا الفكر وأهله وإظهار كل رائحته النتنة حتى نطهر الوطن ونعيده نقياً آمنا..
** خرجت الأفاعي من جحورها.. وضاقت عليها المنافذ.. لكن الله سبحانه سيكون معنا في مواجهتها.. ولكم يا رجال الأمن الأحياء والشهداء.. كل دعمنا.. كل اعتزازنا.. كل فخرنا.. وكل معاضدتنا.. وكل دعواتنا الممزوجة بدموعنا وخوفنا عليكم واطمئناننا وثقتنا بشجاعتكم.. لكم منا تحية عظيمة بحجم هذا الوطن الذي يكبر ويعظم في قلوبنا.. بحجم هذا الوطن الذي لا تزيده المحن إلا اشتداداً وثقةً بالله أولاً ثم بأبنائه المخلصين.

فاكس 4530922


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved