Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
نريد شيئاً.. غير (استراتيجية)
عبدالرحمن بن سعد السماري

من أبرز المشاكل التي عانينا ولا زلنا نعاني منها.. وسنظل نعاني منها.. ما لم (نتكاشف) ونفضح أصحابها..
** أقول: إن (التنظير) داء خطير.. لا زلنا نعاني منه ونكابد أصحابه..
** التنظير.. سهل للغاية.. و(الحكي) أبسط عمل..
** عند حدوث أي مشكلة أو طارئ أو جديد.. أو أي شيء في المجتمع (ينبري) اشخاص للحديث عن هذا الجديد.. ويبدؤون بالتنظير.. والحكي.. لمجرد الحكي.
** المشكلة.. أن هؤلاء المنظرين.. لا يتركون أحداً دون تهمة.. ودون محاولة التقليل من دوره وقيمته وقدرته..
** منذ أحداث 11 سبتمبر.. مروراً بما أعقبها من مآسٍ ومشاكل.. كأحداث أفغانستان والعراق.. ثم الأحداث المحلية.. وجميع ما حدث خلال العامين الماضيين.. ونحن نقرأ لهؤلاء المنظرين.. الذين لم يكتفوا بالكتابات الصحفية ولا التنظير التلفازي.. بل جاوزوا ذلك الى تأليف الكتب..
** هاجموا إعلامنا.. وهو واحد من أقوى (الإعلام) في الشرق الأوسط.. قدرة وكفاءة وحضوراً ومصداقية ونزاهة.. ليشهد له.. القاصي والداني.. والكل يشيد بقوته وحضوره وفعاليته.. ومع ذلك.. هؤلاء يقولون: إنه غير ذلك.. ولكن.. ماذا ينقصه؟
** قالوا: إنه بلا (استراتيجية)..
** ولكن.. ما هي الاستراتيجية المطلوبة؟
** هم لا يجيبون لأنهم يحفظون كلمة استراتيجية فقط.. ولا يقدرون على تفسيرها أو تطبيقها على المسألة محل الخلاف..
** يقولون: إن إعلامنا بلا استراتيجية..
** ونحن نريد ونطلب منهم.. أن يرسموا استراتيجية لاعلامنا حتى نصدقهم وندرك أن عندهم شيئاً..
** أبداً.. هم يقولون فقط: إعلامنا بلا استراتيجية..
** نحن نعلم.. أن أي شخص معارض لأي عمل كان.. يقدم (مشروعاً) اسمه.. مشروع المعارضة.. ولابد أن يقدم أفكاراً أو حلولاً بديلة.. ويكون له مشروعه وأفكاره وآراؤه التي يقدمها كحل بديل..
ولكن هؤلاء.. لا يقدمون شيئاً سوى نقد إعلامنا بأنه ضعيف أو بسيط أو بلا استراتيجية.
** إعلامنا أيها السادة.. وراءه خبراء متمكنون (في الصحافة والاذاعة والتلفاز).
** وراءه عقول وسواعد وأناس مخلصون متمكنون.. ملؤوا الساحة حضوراً وتميزاً.. وأعطوا في كل اتجاه ولكن.. ما هي الاستراتيجية التي تعنون؟
وماذا تريدون بالضبط؟
** لو كلِّف أحد هؤلاء المنظرين بأي موقع إعلامي.. لأعلن فشله في شهرين على الأكثر.. وقد عايشنا أكثر من حالة فشل لأكثر من (منظر) في أكثر من مشروع إعلامي أو عمل قيادي إعلامي..
** خرج من العمل فاشلاً منكسراً مطأطئ الرأس.. وقد كان قبل ذلك.. يملأ أعمدة الصحف تنظيراً ويقول: (المفروض والمفروض)..
** صارت كلمة (استراتيجية) كلمة مرادفة لأي نقد.
** المصانع.. تعمل بلا استراتيجية..
** والإعلام يعمل بلا استراتيجية..
** والمزارع تنتج بلا استراتيجية..
** والبنوك تعطي بلا استراتيجية..
** والدوائر.. ليس لها استراتيجية.. وهكذا..
** كلمة استراتيجية.. صارت جزءاً من أي مقال تنظيري.. حتى شبعنا وأُتخمنا من هذه الكلمة.
** نحن لا نريد من يقول لنا: إننا للاستراتيجيات بل نريده أن يرسم استراتيجيات ويقدم مشاريع بديلة.. وعندها.. سنقتنع أولاً بطرحه.. وبعدها.. نراجع استراتيجيتنا ونبصم له.
** أما أن ينبري هكذا في ثلاثة أسطر.. وكل ما لديه.. أن يقول: إن إعلامنا أو شركاتنا أو مناهجنا أو جامعاتنا بلا استراتيجية.. فهذا غير مقبول.. وكلام تافه..
** ما أسهل (الحكي) ولكن.. ما أصعب (العمل)..
** وهل يمكن أن ينجح مشروع إعلامي مهما كان.. دون أن يكون له استراتيجية؟
** يا جماعة.. فكُّونا من حكاية (استراتيجية) هذه.. وشوفوا غيرها.. فالاعلام ليس صواريخ عابرة للقارات.. مملوءة بالسلاح النووي.. يظهر تأثيرها بعد نصف ثانية.
** إعلامنا.. أقوى إعلام في الوطن العربي.. أو هو من أقواه حتى لا تغضبوا.. ويعمل باستراتيجيات (محسوبة بدقة).. موزونة بمعيار العقل والكفاءة وشوفوا حكاية أخرى نظِّروا فيها.. بعيداً عن إعلامنا.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved