Saturday 24th April,200411531العددالسبت 5 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
فعنونو خارج السجن.. فمتى يكشف باقي الأسرار..؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

في خضم انشغال الإعلام العربي وحتى الدولي بالأحداث التي يشهدها العراق من البصرة إلى الفلوجة.. وبمتابعة الجرائم الإسرائيلية الإرهابية المتمثلة باغتيال القيادات الفلسطينية، والتي كان آخرها اغتيال الشهيد القائد عبد العزيز الرنتيسي، مرت في صمت مناسبة إطلاق سراح خبير الذرة الإسرائيلي مردخاي فعنونو الذي كشف أسرار المفاعل النووي في ديمونا، حيث غادر فعنونو الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء الأسبوع الماضي سجن شكما.
وقد استقبل الخبير النووي الذي قضى 18 عاماً مئات من نشطاء السلام الإسرائيليين والدوليين الذين رفعوا صور فعنونو وشعارات تعبر عن شكرهم له لقيامه بإزاحة الستار عن أحد أكبر الأسرار التي تتكتم عليها إسرائيل (قوتها النووية).
وما إن أطل فعنونو من بوابة السجن، حتى رفع يديه ملوحاً بشارة النصر، وتوجه إلى بوابة السجن وتسلقها ثم لوح لأنصاره بشارة النصر، وأدلى فعنونو ببيان صحفي باللغة الإنجليزية كشف فيه طريقة اختطافه من روما ونقله إلى إسرائيل، قبل 18 عاماً، وما تعرض له من موبقات في السجن من قبل الموساد والشاباك الإسرائيلي. وقد رفض فعنونو الرد على تساؤلات الصحفيين باللغة العبرية.
هذا وجاء إطلاق سراح فعنونو وسط ازدياد حملة التحريض عليه من قبل جهات سياسية ويمينية متطرفة كانت ترغب ببقاء فعنونو في السجن، بزعم انه لا يزال يحتفظ بأسرار تتعلق بالمفاعل النووي، ويمكن لكشفها أن يسبب الضرر لإسرائيل وأمنها.
وواصل رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية (يوفال شطاينتس) يوم الأربعاء في تصريحات إذاعية، التحريض على فعنونو والمطالبة بمواصلة اعتقاله إداريا، كما غادر فعنونو السجن وسط تهديدات أطلقتها جهات يمينية، في مركزها حركة كهانا الفاشية، بالتعرض لحياته.
وقامت إدارة السجن بتسليم فعنونو قبل مغادرته بوابة السجن، رسالة تحذير تتضمن القيود على تحركاته منذ يوم إطلاق سراحه داخل السجن الكبير، حيث سيخضع إلى المراقبة والملاحقة على مدار الساعة، عملاً بقرار أجهزة الأمن الإسرائيلية. وسيتوجه فعنونو إلى مدينة يافا حيث اختار العيش في مجمع (اندروميدا) وسيتحتم على فعنونو إبلاغ السلطات والحصول على إذن منها إذا رغب مغادرة حدود المدينة، وسيمنع خبير الذرة الإسرائيلي حتى من إجراء محادثة هاتفية دون إزعاج من قبل أجهزة المخابرات، أو مغادرة منزله دون التعرض إلى الملاحقة.
يشار إلى أنه يحظى الإفراج عن خبير الذرة الإسرائيلي باهتمام عالمي، أما في إسرائيل فإن مؤامرة الصمت ما زالت تلف أسرار الذرة، وما تمتلكه إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل، فحتى الآن لا يزال النقاش الجماهيري العام في إسرائيل حول هذه الأسلحة خاملاً، باستثناء بعض الهوامش التي لا تصل إلى مسامع الجمهور، وتحاول إسرائيل بالتواطؤ مع أجهزة الإعلام الإسرائيلية، التستر عن هذه الأسلحة، وفرض حالة من التعتيم عليها، وما القيود المفروضة على فعنونو إلا محاولة لفرض الصمت على الجمهور، ومنعه من إجراء نقاش حول مخاطر ما تمتلكه إسرائيل من أسلحة دمار، وخطورتها على المواطنين أنفسهم.
وكان خبير الذرة الإسرائيلي فعنونو كشف في الخامس من أكتوبر - تشرين الأول 1986، في تقرير نشرته صحيفة (الصانداي تايمز) عن أسرار الترسانة النووية الإسرائيلية.
وضم التقرير الذي نشره الصحفي البريطاني بيتر هونام معلومات لم يكن العالم كله يعرفها بهذه الدقة والوضوح عن القدرة النووية لإسرائيل، وقد دهش الخبراء النوويون من الأدلة الأكيدة التي قدمها خبير الذرة الإسرائيلي فعنونو.. الذي أكد في معلوماته أن إسرائيل لا تملك القنبلة الذرية فقط، حيث كان العالم كله يشك بطبيعة الحال في امتلاكها هذه القنبلة، ولكن ما قاله فعنونو يؤكد أن إسرائيل أصبحت القوة النووية السادسة في العالم. وأكد التقرير الذي هز العالم أن مفاعل ديمونا أنتج حتى عام 1986 ما بين 100 و 200 سلاح نووي وبقوى تدميرية مختلفة، وأخطر ما جاء في المعلومات التي أدلى بها فعنونو للصحيفة الشهيرة في بريطانيا هي استخلاص البلوتونيوم لفترة طويلة وبشكل سري في مكان مجهول تحت الأرض بعيداً عن أي رقابة، حتى ولو كانت الأقمار الصناعية المتقدمة أو حتى تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية في التجسس على سكان الأرض.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved