لندن تتحدث عن تفاهم محتمل بشأن قرار جديد في مايو المقبل
وسائل الإعلام الأمريكية تشكك في سياسة إدارة بوش نحو العراق

* واشنطن - لندن - الوكالات:
قال خبراء إعلاميون ان وسائل الاعلام الأمريكية بدأت تظهر شكوكاً في تغطيتها للحرب في العراق كما يبدي الصحفيون استعدادا اقل لقبول تصريحات ادارة بوش على عواهنها.
ووجهت انتقادات إلى وسائل الاعلام من النشطاء المعارضين للحرب منذ عام عندما غزا الرئيس الامريكي جورج بوش العراق بسبب فشلها في توجيه اسئلة صعبة وتراجعها إلى خطاب الوطنية العمياء.
ويقول خبراء ان اللهجة تغيرت بعد شهر من تزايد عدد القتلى والجرحى والمعلومات الجديدة التي كشفت عنها كتب لمسؤولين سابقين بالحكومة والصحفي بوب وودوارد حول الطريقة التي قرر بوش بها خوض الحرب. وقال مايك مكوري الذي شغل منصب المتحدث باسم البيت الابيض للرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون (انها ليست عامة لكن هناك احساس جماعي بأن الصحافة تشعر بارتياح اكبر عندما تنتقد اداء بوش كقائد.. وكانت عازفة عن القيام بذلك لفترة طويلة بعد هجمات 9/11).
وفجرت هجمات 11 سبتمبر براكين الغضب والتفت الامة حول الرئيس. لكن سقوط العراق في الفوضى واراقة الدماء والفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل التي ساقها بوش كذريعة رئيسية للحرب احدث تحولا جديدا في التغطية الصحفية. وحتى امس الاول خسرت القوات الأمريكية 100 جندي في القتال منذ بداية الشهر الحالي مما يجعله اسوأ الشهور منذ بدء الحرب.
وفي مؤتمره الصحفي الاسبوع الماضي سئل بوش عن اخطاء ارتكبها وما اذا كان هناك خطأ في الاتصال بالنسبة له أو ان كان قد ساق بلاده للحرب بناء على سلسلة من الفرضيات الكاذبة أو كان يتعين عليه ان يعتذر إلى البلاد عن الهجمات التي وقعت في 11 سبتمبر ايلول 2001.
كذلك واجه وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد اسئلة اكثر شدة في المؤتمرات الصحفية الاخيرة عما واجهه خلال الاسابيع القليلة الماضية.
وقال الاستشاري الجمهوري كيث أبل وهو احد اشد مؤيدي بوش انه أمر طبيعي ان تركز وسائل الاعلام على الجانب السلبي عندما تبدو الامور كما لو كانت تسير بشكل سيئ. واضاف قائلا (هناك الكثير من الامور الطيبة التي تحدث في العراق لكن اكثر الاشياء الحاحا تبدو سلبية. والتقدم يستغرق وقتا ولن يحدث بالسرعة الكافية لارضاء الشبكات الاخبارية).
وقال أبل (هناك الآن مؤشرات إلى ان الصحافة تتخذ لهجة من يقول (لم نعد نصدق أي شيء تقولوه لنا).. ربما لم نصل بعد إلى ذلك لكننا نقترب منه). وقبل 30 عاما كان ظهور هذا النوع من الفجوة في المصداقية عاملا اساسيا في تآكل الدعم الشعبي لحرب فيتنام. فقد ظلت الحكومة تصر على ان الحرب يمكن الفوز بها لكن وسائل الاعلام توقفت عن تصديق ذلك. والاتجاه الجديد يعكسه استعداد بعض وسائل الاعلام لنشر المزيد من الصور المؤلمة. ونشرت صحيفة سياتل تايمز صورة لصف من النعوش الملفوفة بالاعلام لجنود امريكيين قتلى داخل طائرة شحن عملاقة. والتقط الصورة امريكي يعمل في مطار الكويت الدولي. ومنعت ادارة بوش كاميرات التلفزيون من تغطية وصول رفات الجنود القتلى الذين يصلون إلى قاعدة دوفر الجوية في ديلاوير.
وقال رالف بيجليتر استاذ الصحافة بجامعة ديلاوير ان وسائل الاعلام الأمريكية تميل إلى وضع المزيد من الضغوط عندما تسير الامور سيرا سيئا بالنسبة للرئيس.
وقال الاستشاري الديمقراطي مايكل جولدمان ان رد فعل الصحفيين على الأحداث يتزايد (لا احد يشعر انه من الضروري ان يحمل وجهة نظر الادارة سوى وسائل الاعلام المحافظة العنيدة).
وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني جاك سترو انه قد يتم التوصل (الشهر المقبل) إلى تفاهم حول قرار جديد للامم المتحدة بشأن العراق. وفي حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي)، قال سترو (نعول على قرار جديد لمجلس الامن الدولي اعتقد انه سيتم التوافق حوله الشهر المقبل).
وكان المبعوث الخاص للامم المتحدة للعراق الاخضر الابراهيمي قال الثلاثاء ان احتمال التوصل إلى قرار جديد بشأن العراق (كبير). واضاف (توصلت إلى هذه النتيجة من المواقف التي سجلت في الاسرة الدولية ومجلس الامن الدولي).