* بغداد - د. حميد عبد الله:
قالت مصادر مجلس الحكم العراقي: إن سلطات الاحتلال أبلغت أعضاء أساسيين في المجلس أنها ترفض أية (صفقة) تؤدي الى حل الأزمة مع مقتدى الصدر حلا سلميا؟
وأوضحت المصادر ان هناك خمسة أسباب ذكرتها سلطات الاحتلال تجعل الصدر عدوا خطيرا للمشروع الأمريكي في العراق، وتجعل فرص التحاور معه شبة معدومة، موضحة ان هذه الأسباب تتركز في كون الصدر تربطه علاقات وطيدة مع إيران وسوريا ويسعى الى إقامة جمهورية إسلامية تعتمد مبدأ (ولاية الفقيه) ويخطط الى الاستعانة بقوات سورية وإيرانية بعد انسحاب القوات الامريكية، مشيرة الى ان الولايات المتحدة تمتلك معلومات كاملة عما جرى بين الصدر والقيادات الإيرانية خلال زيارة الاخير وثلاثة من معاونيه الى طهران قبل عدة اشهر، حيث التقى مع هاشمي رفسنجاني ومسؤولين بارزين في الاستخبارات الإيرانية وأنه لم يلتق الرئيس خاتمي لأن خاتمي يميل الى دعم مجلس الحكم والقيادات الشيعية المتعاون مع الاحتلال، ثم ان الصدر يسعى الى إقامة حكومة دينية في العراق ويعيد آية الله كاظم الحائري الذي عينه والد مقتدى السيد محمد صادق الصدر الذي اغتاله صدام حسين عام 1999خليفة له في العراق بعد موته، وأن مقتدى يريد للحائري ان يقوم بنفس الدور الذي قام به الخميني في إيران بعد الإطاحة بالشاه عام 1979، فضلا عن ذلك فإن الصدر قد حصل على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات الحربية والمتفجرات والذخيرة التي استولى عليها أعوانه بعد سقوط النظام حيث تعرضت مخازن الأسلحة الى النهب، وهو يخطط لاستخدام تلك الأسلحة لطرد القوات الامريكية وجلب قوات بديلة من بعض دول الجوار تساعده في ترسيخ الأمن والاستقرار ليكون هو حاكم العراق الاول.
إلى جانب ذلك فإن الأمريكيين تأكدوا من خلال الوسطاء الذين تفاوضوا مع الصدر ومن خلال جهات دينية شيعية تربطها علاقات خاصة به تأكدوا ان مقتدى يرفض الحلول الوسط مع جميع الأطراف العراقية ويسعى الى تسلم السلطة عن طريق القوة المسلحة، وهو يعارض منح الأكراد حكما ذاتيا في مناطقهم ويريدهم ان يكونوا جزءا من العراق المسلم الواحد، واخيرا فإن الامريكان لمسوا عند الصدر انه ينزع الى إعطاء العراق دورا إقليميا ثوريا من خلال إقامة علاقات تحالف وطيدة ومصيرية مع حزب الله وحماس وتنظيمات فلسطينية أخرى.
وأوضحت المصادر ان الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر حاول إرسال قوة عسكرية أمريكية لاعتقال الصدر مرتين خلال الشهرين الماضيين لكنه عدل في اللحظة الأخيرة عن قراره؛ خوفا من ان يؤدي اعتقال الصدر الى مواجهة واسعة النطاق بين قوات الاحتلال وأنصار الصدر بما يشيع حالة من الفوضى في الشارع العراقي المهزوز اصلا.
وأكدت المصادر ان قرار التخلص من الصدر اصبح عند الامريكان قطعيا ولا رجعة عنه وهو بمستوى قرار التخلص من صدام؛ حيث اخذ الساسة الامريكان ينظرون لمقتدى الصدر على انه يشكل خطرا على الامن القومي الأمريكي من خلال محاولاته الرامية الى إفشال المشروع الأمريكي في العراق وفي المنطقة وهو ما يشكل تهديدا للمصالح الامريكية العليا.
|