لا تنامي يا روايات الزمان
فهو لولاك موجة من دخان
تتوالى عصوره وبها منك
ظلال طرية الألوان
أبدأ تبسم الحياة عليها
بسمة المطمئن للحدثان
أسمعيني حفيف أجنحة الال
هام من أفقك القصي الداني
وانثري حولي الأساطير فالرو
ح على شبه غصة الظمآن
حسبها أن أردها لك، من قل
بي صلاة، ومن شفاهي أغاني
***
روايات الزمان هل شعر الرم
ل بنفض الغبار عن ارداني
وهبوب الأجيال في يقظة الذك
رى وتهويمة الطيوف الرواني
وانفلاتي من الغيوب بأقدا
م غريب نائي الحمى حيران
ماله في وجومه يغمز الشع
ر فيهمي مثالثا ومثاني
نفحات النبي، والفتح والعل
ياء والعز، والندى والبيان
رعشات في اضلعي، ماجت الصح
راء فيها، وماج فيها افتتاني!
صدق الحب، ان موطني الاج
رد روضي وجدولي ودناني
ينبت المجد قبل ان ينبت الور
د ويعطي الثمار قبل الأوان
***
ما أرى؟ هذه ذوائب مخزو
م وهذي خيامهم والمغاني
ما لهم زيغ الحلوم يعدو
ن كريم الهشيم للنيران
سدلوا الأزر مغضبين وشدوا ال
خمر واستلأموا ليوم رهان
يطلبون النبي في (أحد) والث
أر طاغ، لم يثنهم عنه ثان
وامتطوها مذاكيا تخطف الأر
ض وعضاتها على الأرسان!
***
(أحد)، حين لاح عليه
عالم ضمن هيكل إنساني
زرع الحق في كتاب مبين
وحماه بكل عضب يماني
كيف يطوى الحسام والجاهليا
ت هيام الأوثان بالأوثان
***
وثب الهول وثبة فلت البي
ض وشظت عوالي المران
وعدا المؤمنون في غفلة النص
ر، وراء الأسلاب! كالعقبان
فدوت صيحة النبي، فثابوا
فإذا هم في قبضة العدوان
وإذا المشركون عاصفة هو
جاء تدمي جوانب الميدان
وفتاهم، ذاك المطوح بالها
م، مثير الاعجاب في الفرسان
دفع المهر مغضبا، فكبا المهـ
ر أمام النبي بعد حران
فانتضى سيفه، وهم، فلم يق
و ولم تنطلق له قدمان
فارتضى بالسجال، وارتد حرا
ن، وفي النفس هاجس رحماني
***
اطرق المؤمنون، والأمل العات
ب يندى على الجباه الحواني
كل نفس في السر سائلة من أي
ن ذاك الفتى العجيب الطعان
لم يلح قبل في كنانة مخزو
م سنان كمثل هذا السنان!
لا تزيغوا، صاح النبي فلولا ال
زيغ لم تطرقوا على الخذلان
الهوى الدنيوي والهدف العل
وي في النفس ليس يلتقيان!!
أعلمتم من الفتى المتثني
بوشاح البطولة الارجواني؟!
انه ابن الوليد، زغردة النص
ر وانشودة الجهاد الباني
مر في ناظري طيفا بعيدا
عبقري النضال ثبت الجنان
وكأني أراه يضرب شرق الأ
رض بالغرب، مشرق الايمان
وأرى كبرياءه دمعة التكفي
ر مسفوحة على القرآن
صدق العهد، فالفتوح توالى
وصدى خالد بكل مكان
أينما حل فالمآذن ترجي
ع أذان المهيمن الديان
وبدا الروم في ضلال مناهم
شوكة في معاقد الأجفان
فأتاهم بحفنة من رجال
عندها المجد والردى سيان
ورماهم بها، وما هي إلا
جولة، فالتراب احمر قان
وضلوع اليرموك تجري نعوشا
حاملات هوامد الأبدان!
***
هلل المؤمنون واهتزت البش
رى تروي حناجر الركبان
فإذا خالد على كل جفن
خطرات من الطيوف الحسان
سمر الغيد في الليالي الكسالى
وهوى الصيد في الزحام العوان
فتنة خيف ان يشيع بها الزهـ
و فتلوي بالقائد الفتان
فنحاه الفاروق فانضم للجن
د فخورا بعزة الاذعان
وتراءى ابو عبيدة في الفي
حاء يحمي قيادة الفرسان
وفتى النبل خالد يقحم الأس
وار في نخبة من الفتيان
لم تزعزع عن عزمه إمرة الفا
روق بل فجرته فيض تفاني
وإذا راضت العقيدة قلبا
فمن الصعب ان يكون اناني!!
***
يا مسجى في قبة الخلد يا خا
لد هل من تلفت لبياني؟
لا رعاني الصبا، إذا عصف البغ
ي والفى فمي ضريح لساني!
اقسم المجد ان اقطع اوتا
ري عليه باكرم الالحان
انا من امة افاقت على الع
ز واغفت مغموسة في الهوان
عرشها الرث من حراب المغيري
ن واعلامها من الاكفان
والأماني التي استماتت عليها
واجمات.. تكلمي يا اماني
لا تقل ذلت الرجولة يا خا
لد واستسلمت إلى الاحزان
حمحمات الخيول في ركبك الظا
فر مازلن نشوة الآذان
كم طوت هذه هذه المرابع أفلا
ذ قلوب (بدرية) الخفقان
قم تلفت ترد الجنود، كما كا
نوا، منار الاباء والعنفوان
ما تخلوا، عن الجهاد، ولكن
قادهم، كل خائن، وجبان!
***
روايات الزمان، ما لي اناجي
ك ومالي اغص بالأشجان
اغسلي الذكريات عني فمالي
في احتمال العبء الثقيل يدان
او فسيلي مراودا، تنثر الكح
ل ضياء، في مقلة الوسنان