ترومان ينتقد مولوتوف بشدة

في مثل هذا اليوم 23 أبريل 1945م، وبعد أقل من أسبوعين من توليه منصب الرئيس الأمريكي بعد وفاة فرانكلين روزفلت، وجَّه هاري ترومان انتقاداً عنيفاً لوزير الخارجية السوفيتي فياشيسلاف مولوتوف، الذي كان في زيارة إلى واشنطن لمقابلة الرئيس. وأوضح الحادث أن ترومان كان مصمماً على اتخاذ موقف (أكثر صرامة) مع السوفيت من سلفه.
عندما توفى روزفلت في 12 أبريل 1945، تولى ترومان منصب الرئيس. وكان ترومان مُحمّلاً بمسئوليات أصبحت على عاتقه فجأة وكان الرئيس الجديد غير متأكد من منهجه سيما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية. ظل روزفلت واضعاً نائبه بعيداً عن معظم القرارات السياسية ولم يخبره بالبرنامج السري لتطوير القنبلة الذرية.
وكان لزاماً على ترومان أن يتعلم سريعاً. وكان اقتراب نهاية الحرب العالمية الثانية يعني أنه من الواجب اتخاذ قرارات هامة وسريعة حول عالم ما بعد الحرب.
وكانت القضية الرئيسية التي واجهت ترومان هي كيفية التعامل مع الاتحاد السوفيتي.
وقُبيل وفاته بأسابيع، التقى روزفلت مع الزعيم الروسي جوزيف ستالين ورئيس الوزراء البريطاني وينستون تشرشل في يالتا لبحث الموقف بعد الحرب. وجاءت الاتفاقيات لتزيد من قبضة السوفيت على أوروبا الشرقية مقابل الحصول على وعود سوفيتية بعقد انتخابات (ديمقراطية) في بولندا. ورحب بعض المسئولين في الحكومة الأمريكية بتلك القرارات معتقدين أن روزفلت كان متساهلاً جداً مع السوفيت وكان ساذجاً في اعتقاده بأن ستالين سيتعاون مع الغرب بعد الحرب. وانجذب ترومان إلى وجهة النظر تلك بسبب رغبته في أن يبدو حازماً وبسبب عداوته الطويلة مع السوفيت من جهة أخرى.
وفي 23 أبريل 1945، وصل وزير الخارجية السوفيتي مولوتوف إلى البيت الأبيض لعقد اجتماع مع الرئيس الجديد. وعلى الفور وجَّه ترومان نقداً لاذعاً ل مولوتوف.
وبينما كان مولوتوف يستمع بارتياب، اتهم ترومان السوفيت بأنهم كانوا يخالفون الاتفاقيات وأن ستالين كان بحاجة إلى أن يفي بكلمته. وفي نهاية خطبة ترومان المسهبة والعنيفة، أعلن مولوتوف بسخط بأنه لم يتحدث معه أحد في السابق بمثل هذه الطريقة. وأجاب ترومان بأنه لم يُهزم أبداً وأنه لو حفظ ترومان وعوده ما كان أحد سيكلمه بمثل هذا الطريقة. وخرج مولوتوف من الاجتماع بينما ترومان كان يشعر بالغبطة والسرور لما قام به وأخبر أحد أصدقائه بأنه وجه ضربة قاضية للمسئول السوفيتي. وكان الرئيس مقتنعاً بأن الموقف الصلب هو الطريق الوحيد للتعامل مع الشيوعيين وهي السياسة التي جاءت لتسيطر على السياسات الأمريكية الأولى للحرب الباردة إزاء السوفيت.