قد يكون من السهل جداً أن يقوم رجل أو مجموعة من رجال الأعمال القادرين بإحضار وتجميع مجموعة من اللاعبين الجاهزين من هنا وهناك.. ومن ثم تهيئة الأجواء والكوادر الفنية الجيدة لهم.. مع توفير المتطلبات المادية بسخاء.. وقبل ذلك كله التركيز المسبق على تجهيز وتكوين ماكينة إعلامية قوية وفعالة مهمتها الأساسية التأثير على معنويات الفرق المنافسة، وبث الرعب في نفوس عناصرها وأجهزتها وأنصارها وإقناعها مسبقا بحتمية خسارتها قبل بدء أية مواجهة مع التركيز على استحالة القدرة على الانتصار.. وهذه الكيفية أو الطريقة معمول بها عندنا الآن، وفي بعض دول الجوار مثل الإمارات وقطر.. والتي من خلالها يمكن أن يتحول الفسيخ إلى شربات ومن خلالها أيضا ومع أي شيء من المساعدات الأخرى المعروفة والملموسة يمكن أن تتحقق بعض المكاسب السريعة، والألقاب الطارئة بسهولة.. وهذا النوع من الأساليب يمكن وصفه بأسلوب (اخطف واجري)؟!!
** في حين أن الأكثر صعوبة والأجدى نفعاً من مثل هذه التدابير يتمثل في إعداد وصناعة جيلين كرويين من ذوي المهارات والهمم العالية والأعمار الصغيرة الواعدة في وقت واحد والأكثر صعوبة من هذا كله يتجلى في كون هذين الجيلين على قدر عال من المسؤولية إلى حد اكتساح المنافسات والمنافسين.. وبلوغ القمة، وتحقيق أعلى وأغلى الألقاب، وبأرقام قياسية من النقاط والتهديف سواء ما له أو ما عليه.. وفي زمن قياسي أيضا؟!
** قائمة طويلة من المعادلات والمعدلات والمكاسب المتعددة الباهرة حاضراً ومستقبلاً.. هي محصلة عمل عام ونصف عام تقريباً للمشرف العام على قاعدة الزعيم وعراب مدرسته صاحب السمو الأمير بندر بن محمد.. مع مجموعة الكادر الإداري والإشرافي الفني الذي عمل معه.. والذين اختارهم بعناية فائقة تنم عن نظرة ثاقبة ودراية واسعة.. وتنم كذلك عن أن خبرات السنين لم تذهب سدى.. فجاء الحصاد على مستوى الجهود المبذولة.. وعلى قدر الفكر والعطاء والمنهجية التي تم اتباعها في سبيل إعادة هذين القطاعين إلى جادة الأمجاد التي ظلت حكراً على الزعيم ردحاً من الزمن إلى حد أن المنافسين يئسوا تماماً من إمكانية زحزحته عنها سواء على مستوى الشباب أو الناشئين إلى أن حدث ذلك في مرحلة يمكن وصفها بمرحلة الغفلة.
** ولعله من الإنصاف هنا القول: إن عائد هاتين الكوكبتين من النجوم الواعدة لا يقتصر على الهلال فحسب.. إذ من المؤكد أن الكرة السعودية ستجني ثمار ذلك الغرس الطيب الذي نماه ورعاه المواطن الأنموذج بندر بن محمد.
** تحية إعجاب وتقدير لسموه الكريم.. وهي موصولة للطواقم الإدارية والفنية التي شاركته رعاية ذلك الغرس.. وفي مقدمتهم الأستاذ حسن القحطاني الذي سبق أن أشدت صادقا لا متزلفاً بمجهوداته التي لم أشاهدها بالعين، ولكنني عرفتها من مصادري الموثوقة الخاصة.. فشكراً له لأنه لم يخذلني ولم يخذل من وضع الثقة كاملة فيه.
** والتهنئة مضاعفة لشيخ الرياضيين ومؤسس الصرح العملاق.. الشيخ عبد الرحمن بن سعيد - أمد الله في عمره.
** ولا عزاء للمتوترين والمتحسسين.
الفرق العراقية غير متعاونة
** لا شك أن الكرة العراقية تمر خلال هذه الآونة بفترة انعدام وزن، وذلك بسبب الظروف المتعددة التي مر ويمر بها البلد الشقيق، والتي أثرت في العديد من الجوانب الحياتية العراقية بما فيها الأنشطة الرياضية.. ولولا أن الكرة العراقية تتكئ على ارث جيد من الحضور، وعلى مخزون إبداعي كبير لما كان لها أي وجود يذكر على الساحة الرياضية في الوقت الراهن وعلى أي مستوى عطفاً على مجمل تلك الظروف.
** ولا ننسى الدور الإيجابي والداعم الذي التزمت به المنظومات الشبابية والرياضية العربية، وعلى رأسها دور أمير الشباب العربي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل تجاه رياضة العراق وشبابه.
** من هنا أستغرب إصرار الفرق العراقية بمختلف مستوياتها على جرجرة الفرق العربية وخاصة الخليجية إلى المشاركة في كل من البطولة العربية والآسيوية إما إلى عمّان وإما إلى دمشق انسجاما مع نظام الذهاب والإياب، على اعتبار أن ملاعبها تمثل أو تماثل الملاعب العراقية ؟! في حين انه كان من الأليق والأصوب في تقديري أن تلاعب تلك الفرق نظيراتها العربيات في بلدانها ذهابا وإيابا.. ولو من باب التعاون والعرفان بالمواقف.. ومن أجل توفير الكثير من الجهد والمال، ودرء المشقة عن كافة الأطراف بما فيها العراقية ولا سيما انها - أي الكرة العراقية - ومن قبيل الإنصاف، ليست مطالبة بأكثر من الوجود المشرف خلال هذا الموسم والموسم القادم على الأكثر وقد حققت ذلك، وكانت ستحققه وربما اكثر لو انها كانت اكثر تعاوناً في مسألة الذهاب والإياب ريثما تعود الملاعب العراقية إلى افضل من سابق عهدها - إن شاء الله - بعد زوال الغمة.
برسم الأمانة
** حملني أحد المواطنين الشرفاء ممن يعشقون الوطن حتى الثمالة أمانة إرسال الرسالة التالية إلى الإرهابيين ومن شايعهم وسار في ركابهم، تقول الرسالة: (لا أكثر الله من أمثالكم )، ورسالة أخرى لمن ما زال يعكف على (تلحين) موقف ابن همام من موضوع فريق القرن فقط؛ لأن المرشح الوحيد أحد أندية الوطن، تقول: (إذا بليتم فاستتروا؟!).
حقيقة
لا يعرف قيمة الأوطان إلا من جرّب وذاق مرارة التشرّد.
|