ليس صحيحاً أن الانفتاح على العالم يستوجب أشياء يجب أن نتجاوزها أو بالأحرى أن نغفلها.. بحجة المسايرة والمواكبة فإن لكل أمة نظامها وعالمها منذ آلاف السنين.. ولكل أمة ميزات تميّزها عن غيرها، وفي مجتمعاتنا العربية كانت هناك أشياء كثيرة لها الميزة الفريدة التي بهرت بها الغرب وكتب عنها الكثير عبر مكتشفيه من الرحالة وغيرهم ممن جابوا البلاد بحجج مشروعة أو غير مشروعة.
وعن بلادنا العربية وصحرائنا الجرداء القاحلة كتب الكثير معجبين بما يتمسك به أهل هذه الصحراء من قيم إنسانية عظيمة.. حيث التراحم والتواصل والغيرة العربية الصادقة النقية، حيث الوفاء.. كانت النخوة.. كانت الأمانة بكل قيمها وتشعباتها.. كانت الوطنية للأرض وكانت الرحمة مثلما هي القوة، أيضاً كانت الهيبة بالدين الصادق من منابع القلب لله وحده لاشريك له.. كانت الكلمة ميثاقاً أعظم من تلك المواثيق المكتوبة والمصدّقة.. كانت الثقة وكان الحياء.. يلف بعباءته كل التعاملات.. لله ثم لولي الأمر الطاعة.. بأسس اسلامية نعيش وبقيم عربية نحيا.. ما أعظم أمة تعيش حياتها بكل هذه القيم.. هي هذه الأمة.أما بالانفتاح المغدق غير المدروس فإن الفوضى تعم مجتمعاً يتصف بتلك الصفات الغربية والغريبة فيروساً قاتلاً يغتال كل مقومات الحياة الجميلة فينا.
فالعولمة قد تعني بتفسيرها اللغوي التمازج والاختلاط دون تمييز ودون حيطة ودون ادنى اختيار.. ونحن نعرف أن العالم الآخر وأعني غير الاسلامي عالم منفلت التقاليد والقيم غير موثوق المواثيق ولا يوجد في عالمه وازع ديني ولا أخلاقي يحد من انفلاتات اخلاقياته بشتى صورها ومفاهيمها وتعاملها الاجتماعي والخارجي.
فتصدير العولمة لعله فخ وقع فيه عالمنا الشرقي أو ما يسميه أولئك بالعالم النامي.. وأي تطور يحلمون؟ وأي تحضّر يعيشون؟ ويريدون أن نعيش..؟!
|