اصدر عدد من المشايخ والمثقفين بياناً استنكروا فيه تفجير الوشم، وفيما يلي نصه:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الحادث الذي وقع في مدينة الرياض من تفجير مبنى الإدارة العامة للمرور وما نتج من مشاهد مريعة، وما سبق من حوادث متفرقة في أنحاء البلاد من مواجهات وقتال مع رجال الأمن لتوجب ضرورة إعادة التأكيد والإيضاح على حرمة هذه الأعمال وشدة خطرها، فما عظم ذنب بعد الشرك مثل قتل النفس المعصومة كما قال -عز وجل-: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها}. الآية، ولقوله صلى الله عليه وسلم: (ولا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، وقال -صلى الله عليه وسلم- (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق) وقال - عليه الصلاة والسلام-: (لو ان أهل السموات وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار) وفي أحاديث أخرى صحيحة صريحة محكمة.
إن هذه الحرمة الثابتة بالنصوص القطعية لايمكن خرقها ولاتجاوزها بأنواع من التأولات والتبريرات، فقد أبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه التأولات مع حبيبه أسامة بن زيد حين قتل رجلاً تأولاً بعد ان سمعه ينطق بالشهادة (أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله.).
إن هذه الأفكار الاصطدامية لايمكن وضع حد لتداعياتها، ولا توقع لمآلاتها، فهي دوائر يمكن ان تتسع لتشمل من كان يظن في وقت من الأوقات أنه بمنأى عنها، فيكون هو مستهدفاً لهذا الفكر أو ضحية للاستخفاف بحرمة الدماء المعصومة، وهذا ما اتضحت معالمه خلال سنة واحدة، حيث كانت البداية بالمجمعات السكنية التي تضم بعض الأجانب ثم تطورت إلى مواجهة مع رجال الأمن ليصل أثرها اليوم إلى المدنيين الغافلين.
ولن يقف تداعي هذا الفكر الانشطاري عند هذا الحد، وهذه شواهد التاريخ ناطقة بهذا المعنى بوضوح في طوائف آل أمرها إلى الاقتتال فيما بينها على خلافات في مسائل كانت في الأصل جامعة لفكرهم. وهذه مشاهد المأساة في الجزائر بقربنا ومرأى منا رأينا كيف بدأت، ثم كيف آل بها الأمر فتدحرجت إلى درك سحيق هوى فيه شعب بأكمله، البريء والآثم، ومن خاض الفتنة ومن اعتزلها.
وهذه طبيعة الفكر الجانح الذي يتخذ العنف وسيلةً لحسم خلافاته وتأكيداً لصحة اجتهاداته.
ولن يعدم هؤلاء وهم في هذا التخبط والضلالة العمياء من الشيطان الرجيم حجةً لتسويغ أعمالهم وتشريع انحرافاتهم.
إن على الجميع ان يعلم ان مواجهة هذه الأعمال مسؤولية عامة مشتركة، فالحريق في دارنا، والنار تشتعل في ثيابنا، وليس هناك جهة رسمية أو شرعية أو شعبية تتحمل وحدها مسؤولية مواجهة هذا الفكر بل لابد من مواجهة عامة تدرس الأسباب وتعالج النتائج وتوقف تمدد هذا الفكر وتجاوزه إلى مساحات أخرى.
نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق والدين، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ويؤمنها من كل خوف إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
الموقعون:
أ.د.أحمد بن سعد حمدان الغامدي
د.خالد الدويش
د.خالد العجيمي
سامي بن عبدالعزيز الماجد
أ.د.سعود بن عبدالله الفنيسان
د.سلمان بن فهد العودة
صالح بن محمد السلطان
أ.د.الشريف حاتم بن عارف العوني
د.عائض بن عبدالله القرني
أ.د.عبدالله بن عبدالله الزايد
د.عبدالله الصبيح
د.عبدالوهاب بن ناصر الطريري
د.علي بن عمر بادحدح
د.عوض بن محمد القرني
هاني بن عبدالله الجبير
د.وليد الرشودي
محمد بن صالح الدحيم
محمد بن عبدالله الشمراني
|