* مكة المكرمة أحمد الأحمدي:
استنكر فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن سعيد الحازمي مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة الأعمال الإجرامية المؤلمة التي حدثت في مدينة الرياض من قبل فئة ضالة من الإرهابيين، وأشار إلى أن هذا العمل الإجرامي يؤكد بوضوح ان هناك خللاً كبيراً في عقول هؤلاء الإرهابيين فهم يعتدون بعملهم الشنيع هذا على بلادهم وإخوانهم وذويهم مخالفين بذلك كل المبادئ والقيم السامية التي جاء بها ديننا الإسلامي الحنيف والتي أكدت على تحريم العدوان على النفس كما جاء في قول الله عز وجل: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} كما أكدت الشريعة الإسلامية على تحريم الظلم بشتى صوره وأشكاله ولعل من أبشع وأعظم ظلم الإنسان بغيره العدوان على الدماء والعقائد والأعراض والأنفس أي العدوان على شيء من الضرورات الخمس أو عليها كلها.
وأشار الدكتور الحازمي إلى ان هذه الأفكار الإرهابية انتقلت إلى شبابنا وأصبحوا معتنقين لها وهي دخيلة علينا بل تعد ظاهرة غريبة لم نشهدها ولم نعرفها من قبل لأن هذه البلاد وأهلها تربوا ونشأوا على الحب والتسامح وعلى الرفق وعلى التعاون على البر والتقوى.
وبيّن الدكتور الحازمي ان محاربة هذه الفئة الضالة المنحرفة ليست مسؤولية أجهزة الأمن وحدها بل هي مسؤولية جماعية يقوم بها كل فرد بدوره المنوط به من العلماء والتربويين وطلبة العلم والإعلاميين كل في مجاله وحسب طاقته.كما حمّل الدكتور الحازمي الأسرة مسؤولية عظيمة وتحديداً الوالدين لأنهما المحضن الأول للتربية ومنها وعبرها تتم التربية الإسلامية الصحيحة لأفرادها وأي تقصير لا قدّر الله سيحدث من خلاله الخلل الذي قد يؤدي إلى تصدع كيان المجتمع المسلم بل الأمة الإسلامية بأسرها لذا فعلى الأسرة ان تتقي الله في أولادها وان تسعى إلى تربيتهم تربية إسلامية منذ نعومة أظفارهم ومتابعة ذلك متابعة دقيقة وبهذه المناسبة يسرّني ان أضع بين يدي الوالدين الكريمين بعض الأساسيات المهمة في تربية الأولاد تربية إسلامية سليمة لتلافي ما قد يحدث من انجرافات لا قدّر الله ومن هذه الأساسيات لا بد ان يكون الوالدان قدوة حسنة لأولادهم في كل تصرفاتهم القولية والفعلية فلا يصدر منهم توجيه وهم لا يطبقونه على أنفسهم.؟ وكذلك الحرص على متابعة أداء الأبناء للصلاة جماعة في وقتها وفي المسجد وكذلك العمل على تربية الأبناء على وجوب الطاعة لولاة الأمر متمثلين قول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} وتوضيح نتائج مخالفة ذلك والآثار السلبية التي تعود على المجتمع بسبب ذلك وكذلك تعويد الأولاد على تحمل جزء من مسؤوليات البيت بصفة دائمة والاهتمام بإشراكهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم منذ نعومة أظفارهم مع متابعة حفظهم، مع الحرص على اختيار الأصدقاء الصالحين والبعد عن رفاق السوء ومتابعة ذلك بصفة مستمرة.
|