* بروكسل رويترز:
يزور الرئيس الليبي معمر القذافي الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل في أحدث خطواته الرامية لتطبيع العلاقات مع الغرب.
وقال مسؤولون بلجيكيون أعلنوا ذلك ان القذافي، الذي قاطعه الغرب طوال معظم سنوات حكمه التي تمتد 34 عاماً متهما إياه بالإرهاب، سيلتقي برومانو برودي رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس وزراء بليجكا جي فيرهوفشتات يومي الثلاثاء والأربعاء.
وتأتي الزيارة في أعقاب اتصالات ليبية رفيعة مع لندن وواشنطن بعد ان بدأت طرابلس تخرج من عزلتها عن الغرب من خلال التخلي عن برنامجها الخاص بأسلحة الدمار الشامل في ديسمبر كانون الأول الماضي وقبول المسؤولية عن تفجير طائرتين مدنيتين.
وقال مسؤول بلجيكي طلب عدم الكشف عن اسمه ان المحادثات بين القذافي وفيرهوفشتات تهدف إلى (تذليل العقبات الباقية على الطريق نحو تطبيع علاقات ليبيا مع الغرب)، ويسعى برودي منذ أمد لتحسين العلاقات بين طرابلس والمجتمع الدولي.
وقال جون بالمر مدير مركز السياسة الأوروبية وهو مركز أبحاث مقره بروكسل (ستكون زيارة مثيرة للاهتمام)، وأضاف (أهميتها تكمن في تحول نظام بحاجة إلى الاستثمارات الدولية ومستعد للمقايضة باحتياطياته النفطية وخبرته ومعرفته بالدوائر التي يتحرك فيها الإرهابيون مقابل ذلك).
وزار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ليبيا الشهر الماضي واتفق مع القذافي على ان يحارب البلدان سوياً تنظيم القاعدة.
وزادت عزلة ليبيا عندما حمّلها الغرب المسؤولية عن هجمات قتل فيها المئات مثل تفجير طائرة شركة بان أمريكان فوق اسكتلندا عام 1988 وتفجير طائرة فرنسية فوق النيجر عام 1989، وفي عام 1986 قصفت الولايات المتحدة ليبيا وقتلت ابنة القذافي بالتبني.
وظلت ليبيا ما يزيد عن 20 عاماً هدفاً لعقوبات تجارية وسياسية متنوعة فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ورفعت عقوبات الأمم المتحدة العام الماضي بعد ان وافقت طرابلس على دفع تعويضات لضحايا تفجير طائرة بان أمريكان، ويتجه الاتحاد الأوروبي نحو رفع العقوبات عن ليبيا، غير ان مسعى طرابلس لرفع العقوبات الأوروبية وتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يتوقف على نتيجة نزاع بين ألمانيا وليبيا حول تعويض ضحايا تفجير وقع في نادٍ ليلي في برلين الغربية عام 1986.
ويعوق النزاع رفع حظر الأسلحة الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي منذ عام 1986 وقد يؤخر عضوية ليبيا الكاملة في شراكة الاتحاد الأوروبي مع دول حوض البحر المتوسط التي تشارك فيها ليبيا بصفة مراقب فحسب في بعض الاجتماعات.
ومن بين القضايا التي قد تعوق عضوية ليبيا في المنتدى المتوسطي أيضا مصير ستة من العاملين الطبيين البلغاريين محتجزين في ليبيا منذ عام 1999 بتهمة إصابة مئات من الأطفال عمداً بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (ايدز).
وما زالت الولايات المتحدة تفرض عقوبات على ليبيا مثل حظر واردات النفط الليبي الذي يعود إلى عام 1982 كما تدرجها على القائمة الأمريكية للدول التي ترعى الإرهاب ولكن واشنطن قالت انها قد ترفع العديد من العقوبات الاقتصادية في الأسبوع الجاري.
|