* القاهرة - مكتب الجزيرة -محيي الدين سعيد:
تحوّلت احتفالية عدد من اللجان الشعبية المصرية لدعم المقاومة بذكرى مذبحة قانا إلى تأبين للشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس بقطاع غزة حيث دعا ممثلو هذه اللجان إلى تشكيل جبهة وطنية ديمقراطية تضم ممثلين لكافة الاتجاهات الفكرية والسياسية لمواجهة العدوان الامريكي الصهيوني المستمر على الشعوب العربية وفي مقدمتها الشعبان الفلسطيني والعراقي.
واكد الدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات ومقرر اللجنة العربية لمساندة المقاومة الاسلامية في لبنان ان جريمة اغتيال الرنتيسي تستدعي توحيد الصف الشعبي العربي وتقديم الدعم القوي والعاجل للشعب الفلسطيني والضغط الشعبي على الحكومة المصرية لكي تقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع العدو الصهيوني.
وقال ان الرنتيسي ذهب ضحية للتآمر الامريكي الصهيوني والصمت العربي الرسمي مشيرا إلى ان استشهاد الرنتيسي يؤكد ان انه لا بديل أمام الامة العربية والاسلامية سوى الجهاد بالدم وان احاديث السلام والتسوية هي مجرد اوهام لا قيمة لها.
وأرجح الباحث الفلسطيني الدكتور مهدي الدجاني اغتيال الرنتيسي ومن قبله الشيخ ياسين إلى مسيرة قررتها ادارة الاحتلال منذ فترة ليست بالقصيرة لاقتلاع شجرة المقاومة من ارض فلسطين وقال ان بروز هذا المخطط الصهيوني في هذا التوقيت يرجع لعدة عوامل منها تزايد الحصار الاستراتيجي الذي يعاني منه جسد الاحتلال الاسرائيلي وهو ما يظهر في العجز عن توفير مفهوم الامن المطلق للتجمع الصهيوني في مختلف اراضي فلسطين وتصاعد الهجرة العكسية لليهود من اسرائيل والتصدع الشديد داخل اهم مؤسسة في البنيان الصهيوني وهي المؤسسة العسكرية وانخفاض اداء اللوبي الصهيوني على مستوى العالم باستثناء امريكا وهو ما ظهر واضحا في بلجيكا واوروبا.
واضاف الدجاني ان العامل الثاني يتمثل فيما يحدث للعمق الدولي الذي يستند اليه الكيان الصهيوني حيث المأزق الكبير الذي تواجهه الولايات المتحدة في العراق وسعي الإسرائيليين لتحقيق هذا المأزق من الأمريكيين باجتذاب الأنظار إلى الاغتيالات في ارض فلسطين.
واستمر الدجاني مشيرا إلى ان العامل الثالث يتمثل في تزامن المخطط الصهيوني مع محاولات تأسيس شرق أوسط جديد يصبح الكيان الصهيوني جزءا طبيعيا فيه وسط يقين باستحالة تنفيذ هذا المشروع في ظل مناخ المقاومة. وتوقع الدجاني ان تطوّر فصائل المقاومة الفلسطينية من أساليب مواجهتها للاحتلال مشيرا إلى ان العلميات الاستشهادية أدت لتحقيق أهداف كبيرة على مستوى القاعدة الإسرائيلية لكنها لم توفر الردع بعد سواء على مستوى القمة أو على مستوى البنية الأساسية الإسرائيلية.
واضاف الدجاني ان من المتوقع ايضا ان تطوّر المقاومة العراقية من اساليبها لمساندة المقاومة الفلسطينية بشكل نوعي متوقعا ان يكون هناك استهداف لقيادات امريكية في العراق وليس فقط للجنود الأمريكيين لكنه اشار إلى ان المقاومة اللبنانية تحتاج إلى مراجعة موقفها بعد ان حصرت نفسها في الدائرة القطرية بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.
من ناحية اخرى اعلنت لجنة دعم الانتفاضة بنقابة الصحفيين عن بدء حملة توقيعات يوم 20 ابريل لكافة فئات الشعب المصري للمطالبة باسقاط معاهدة كامب ديفيد والتأكيد على رفض الشعب المصري جميعا لهذه المعاهدة.
كما تم الاعلان عن تأسيس اللجنة العربية للتحرير والعودة في مصر للدعوة إلى تحرير الاراضي الفلسطينية والتمسك بالحق الكامل لعودة اللاجئين إلى مساقط رؤوسهم وأشار البيان التأسيسي للجنة إلى ان شعار العودة بدون التحرير قد يزيف وعي الامة بعد ان تأكد للجميع ان قرارات المحافل الدولية الخاصة بعودة اللاجئين لم تجد نفعاً.
ودعا عبد الرحيم الكريمي مقرر الجبهة الوطنية الديمقراطية لمقاومة المشروع الامريكي الصهيوني إلى توحيد الفصائل الفكرية والسياسية العربية في جبهة وطنية ديمقراطية واحدة ضد العدوان الامريكي الصيهوني على الامة العربية وقال انه لا يوجد فصيل وحده يستطيع مواجهة هذا العدوان.
|