سعادة الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة..
تحية طيبة وبعد:
لقد قرأت تعقيب المهندس منصور الحميدان على مقال (إنه كان منصورا) لشيخنا العلامة د. سلمان بن فهد العودة فذهبت أبحث عن الورق والقلم لأسطر كلمات دفاعا عن شيخنا مما رماه به سعادة المهندس، ولكني رأيت أن أتريث قليلا فلعل أحدا أفضل مني وأجدر يقوم بالرد، وفعلا قرأت تعقيبا لأخي الفاضل أحمد بن سليمان العدل في يوم الخميس 18-2- 1425هـ وكان ردا موضوعيا مجملا يفي بالغرض.
ولأنني انقطعت طويلا عن المشاركة في هذه الصفحة، ومشاركاتي لا يتجاوز عددها أصابع اليدين أحببت أن أجدد علاقتي بهذه الصفحة بوقفات (آمل أن تنشر كما هي فلقد رأيت أن بعض مشاركاتي التي نشرت تختلف قليلا عما أكتبه، ويغيب عنها مقصدي وهدفي من كتاباتها).
أقول وبالله التوفيق:
الوقفة الأولى: وقفة عتب على بعض الإخوة الذين سبق ان قاموا بالتعقيب على فضيلة الشيخ سلمان، والذين يتجاهلون مكانة وقدر الشيخ، ولا يعترفون له بالفضل والعلم، فبعضهم يسميه ب(الأستاذ) وآخر ب(الكاتب)، ولا يفرقون بين الرد عليه وبين الرد على غيره من الكتاب والذي نكن لهم جميعا كل تقدير واحترام.
ولكن ولأن الشيخ من العلماء الكبار الذين رفع الله قدرهم {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} فينبغي أن تهذب الكلمات ويوصف بوصف يليق به ك(فضيلة الشيخ)، (الشيخ)، (الداعية).
الوقفة الثانية: قد يستكثر البعض تصنيف الشيخ سلمان ضمن العلماء الكبار ولهؤلاء أقول: ألا ترضون بقول إمام العصر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز قدس الله روحه ونور ضريحه في حق الشيخ سلمان أثناء تقديمه لكتاب (العزلة والخلطة: أحكام وأحوال) حيث قال: أما بعد (فقد اطلعت على الكتاب الموسوم ب(العزلة والخلطة - أحكام وأحوال) من مؤلفات أخينا في الله العلامة الشيخ سلمان بن فهد العودة فألفيته كتابا قيما كثير الفائدة...) إلى أن قال: (وإني أنصح طلبة العلم بقراءته والاستفادة منه).
وهذه شهادة تكفي لوحدها ولا ترد إلا أن يوصم الإمام بالجهل، كذلك وصفه بالعلامة سماحة الشيخ ابن جبرين حفظه الله في عدة مناسبات آخرها أثناء مناقشته لرسالة الدكتوراه.
ومما يذكر في هذا الصدد ما قاله الأستاذ منصور النقيدان وفقه الله عن الشيخ سلمان (لا أعلم إن كان قد درج على أرض هذه البقعة منذ مائتي سنة أو أكثر من هو في مثل عقله وفصاحته، وحسن بيانه).
إنني أعرف أن الشيخ سلمان لا يسره هذا الكلام ولا يسره المدح والتمجيد ولكن في المقابل لا يسرنا نحن أن يقلل من مكانة الشيخ وقدره.
الوقفة الثالثة: اتهم المهندس الحميدان الشيخ سلمان بأنه جعل من مقتل الشيخ أحمد ياسين فرصة لترويج بعض أفكاره حول الأنظمة!! ولا أدري لماذا لم يتحفنا بهذه الأفكار؟ فإن كانت موافقة للكتاب والسنة قبلناها وإلا فهي مردودة على صاحبها كائنا من كان..
والشيخ عندما يتكلم عن الأنظمة فإنه لا يتكلم عن نظام أو دولة بعينها، بل يتكلم بشكل شمولي، ولا شك أن الأنظمة العربية تتحمل جزءا مما يحدث في فلسطين وذلك بإقامتها علاقات مع إسرائيل (دولتان أو أكثر) وبعضها بينهما تبادل تجاري!! وما خفي أعظم..
وما ينادي به الشيخ سلمان هو ما سبق أن نادى به الإمام ابن عثيمين رحمه الله حينما تكلم عما يحصل لإخواننا في الشيشان بقوله (إنه لايحزنني أن يقتل رجل أو امرأة في الشيشان لأنهم - بإذن الله - شهداء ولكن الذي يحزنني والله هو سكوت الدول الإسلامية، وأعني رؤوس الدول الإسلامية، دعنا من الشعوب، الشعوب قد يكون عندها غيرة وحماس لكنها لا تستطيع أن تفعل شيئا، وإلا كان الواجب أن تقطع العلاقات مع روسيا من كل وجه، ولو فعلت هذا لوقفت روسيا عند حدها....) إلى آخر كلامه رحمه الله.
ولا أدري هل هذا الفكر يعجب المهندس أم لا؟؟
الوقفة الأخيرة: ذكر المهندس أن الشيخ سلمان جعل من اتساع حيز الحرية الصحفية له ولغيره طريقا إلى الكلام عن (الأنظمة) و(الإصلاح) وأقول لعل الاخ ليس من الذين ضاقوا ذرعا بإتاحة الفرصة للدعاة للكتابة في الصحف وللعلم ما يقوله الشيخ في الجريدة هو ما يقوله في المسجد وفي الإنترنت (www.islamtoday.net) وليس لديه رقيب إلا الله عز وجل {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ}.
خالد بن محمد العيد
بريدة ص.ب: 2900 |