قلة هم الكتّاب الذين يسخرون وقتهم وأقلامهم للدفاع عن قضية أو فكر أو مبدأ.. قلة الذين يحبون في الكتابة لهدف سام نبيل.. الكتّاب الذين ينتسبون إلى ديننا ويعدون من أمتنا تمتلي بهم أعمدة الصحف كُثر، لكننا عندما نبحث عنهم في الأزمات وفي اشتداد الموقف وقساوة الظروف على أمتنا المسلمة نجدهم قلة..
وفقيدنا الدكتور عبدالقادر طاش الذي فجعنا بنبأ رحيله ونسأل الله العلي القدير أن يتغمده برحمته - من هؤلاء القلة -.. الذين سمو بكتاباتهم وارتقوا بأفكارهم ورؤاهم وسطروا إبداعاتهم.. احترموا المتلقي وارتقوا بذوقه وعقله لم يسفوا بكلامهم وينزلوا بطرحهم لم يشاكسوا أو يشككوا أو يسخروا بتاريخ الأمة أو عقيدتها أو يسلط قلمه والمساحة أو العمود المتاح له في سب الأمة والواقع والناس.. مثل ما يفعل بعض المثقفين يذهب عمره ويفني وقته وجهده في سب مجتمعه وواقعه والثورة على المسلم والثابت، وهذا بما أنه عاش لنفسه ولوحده فهو يموت وحده لا يذكره أحد من أبناء أمته لأنه عاش بعيداً عنهم وعن واقعهم وقضاياهم.
الدكتور عبدالقادر- رحمه الله - كان من الفضلاء أنقياء الفكر وأصفياء العقيدة، كان من المبدعين في جميع حياتهم.. فكان- رحمه الله- يحمل هماً لأمته، كان رجلاً حيوياً ناشطاً فاعلاً، له مساهمات في الصحافة والإعلام كثيرة لا يأتي القلم عليها في هذه السطور القليلة من كتابات متواصلة في مجموعة من الصحف منها الجزيرة وعكاظ والمدينة والبلاد وإعداد رسائل ورئاسة تحرير وإعداد برامج.. ويكفينا منه ونشكره عليه هذه القناة الهادفة وهي قناة (اقرأ) التي تميزت بطرحها الهادف الجاد في وقت أصبحت القنوات الفضائية تمطرنا بالهزل والغثاء.. فهو اليد الفاعلة في إعداد وجودة طرح هذه القناة.
رحل أبو عادل وأفضى إلى ما قدم ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. {إنا لله وإنا إليه راجعون}.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
|