ضحك الليث هازئاً من قرود
واعتلى هام سيد ومسود
وامتطى للجهاد عزماً قويا
كي يرى القدس حررت من يهود
دنسوا تربة برجس وفعل
قد تشيب الفعال كل وليد
كان طفلاً وقلبه يتلظى
إذ يرى القدس بين ناب القرود
فانبرى أحمد برغم صعاب
مثل ليث لكسر كل القيود
حطم القيد من عدو وثار
شامخ الراس ما انحنى للكود
ومضى في الحياة ضد عدو
بنضال الهمام وعزم الرشيد
بحديث سلام لمن رام سلما
وحديث الحسام ضد العنيد
وعلاه المشيب فازداد عزما
فاق عزم الشجاع كل الحدود
ثم شلت قواه فازداد صبرا
وامتطى الشيخ عربة من حديد
ظل كالليث شامخاً في جهاد
عالي الهام مثل سد مشيد
ما انثنى عزمه الفتى عن نضال
بل جهاد بكل عزم أكيد
ايه ياسين لسن والله نبكي
بل نهني بجنة وخلود
واتكاء على الآرائك فيها
قد دنا قطفها لعبد سعيد
لا حر لا برد لا سآمة فيها
لم تر العين مثلها في الوجود
والحواري من حولهم جالسات
نورهن يضيء كل بعيد
وثياب من سندس لو لبستم
وحللتم ضيفاً على الكريم الودود
ذاك فضل من الكريم ووعد
من إلهي لمسلم وشهيد
لسنا نبكيك فالنياح حرام
بل نهنيك بالعطاء المجيد
وإذا دمعة تسيل بعين
في خشوع فذاك هدي الرشيد
إذ دموع على ابنه قد تهامت
رحمة الله في الفؤاد السديد
غير أنَّا ندعو لكل غيور
أن يذيق العدو بأس الحديد
يأخذوا الثأر من طغاة بغاة
وحثالات من بقايا القرود
ويذيقوا أبناء صهيون ذلاً
وهوانا وخسة كالعبيد
قاتلو الأنبياء أصحاب غدر
وصف الله نقضهم للعهود
لو رأى الشيخ ما جرى يوم دفن
حين حمل على كتاف الجنود
ورأى الجمع حوله في وداع
ودعاء وفي التفاف فريد
لتمنى للموت قبل سنين
ثم عوداً لقتله من جديد
فهنيئاً له بخير دعاء
وهنيئاً له برغم الحسود
فلئن مات بالصواريخ رمياً
فلقد عاش فينا بذكر حميد
وسيبقى ذكراً جميلاً عظيماً
عبر القرون وعبر كل الحدود
وسيبقى نوراً لدرب نضال
من بني الضاد أبناء دين حميد
ايه ياسين والله نغبط موتاً
مثل هذا وليس غبط حسود
إنما غبطة المسلم المصدق حقاً
بكل ما جاء عن نبي مكرم ومجيد
موتته العز قد شرفتم هنيئاً
وهنيئاً بكل فخر وعيش رغيد
فهنيئا لكم بخير ذكر دعاء
من قلوب لكم برغم أنف الحسود
ودعاء بأن تكون رفيقاً
لنبي بجنة وخلود
وصلاة الإله تغشى رسولاً
قد أبان للخلق مكر اليهود
