* الرياض - الجزيرة:
حيا الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة الأستاذ كامل الشريف بتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ندوة (عناية المملكة السعودية بالسنة والسيرة النبوية) التي تنطلق فعالياتها - بإذن الله تعالى - في المدة من الخامس عشر وحتى السابع عشر من شهر ربيع الأول الجاري.
وقال الشريف - في تصريح صحفي بمناسبة عقد الندوة -: إن السنة النبوية المطهرة تتعرض لحملة ظالمة يشارك فيها أحيانا بعض المنتسبين للإسلام عن غفلة وجهالة، لكنها في أغلب الأحيان من دوائر تضمر العداء للإسلام نفسه، وتتحايل للهجوم عليه بالتشكيك في مصادره الأولى كالقرآن الكريم والسنة المطهرة.
وأضاف سعادته قائلا: إن السنة المطهرة هي التفسير العملي والتطبيق العقلي للقرآن الكريم، وقد وصفت السيدة عائشة - رضي الله عنها - الرسول صلى الله عليه وسلم أصدق وصف حين قالت (كان خلقه القرآن) ولولا السنة الصحيحة لما استطعنا أن نحدد المنهج القرآني في العبادات والأحكام، والسياسة، والاقتصاد، ومواقفه في الحرب والسلم لقد جاء القرآن الكريم يحمل مبادئ عامة من لدن رب العالمين، ومن رحمة الله بالمسلمين.
وأبان الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة أن النصوص التي نقلها الوحي الأمين بقيت محفوظة كما تلقاها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون زيادة أو نقصان، ولم يختلط بها شيء من اجتهادات البشر، أو كلامهم وإلا وقعنا فيما وقعت فيه الأديان السابقة من خلل، حين طمست الحدود بين كلام الله، وكلام الناس، لذلك كانت السنة النبوية هي ترجمان القرآن الكريم، ومن النبي الذي تنزل عليه الوحي، وكان بذلك أدرى بهدفه ومراده.
وفي السياق نفسه، أوضح الشريف أنه من هنا ندرك خطورة الحملة الظالمة على السنة والسيرة النبوية المطهرة، والتقليل من أهميتها، لأن إضعاف السنة يجرد الإسلام من أحد أهم مصادر الفقه والتشريع وهو هدف يدركه ولا شك أولئك الذين يعادون الإسلام، ويعملون على إضعاف شوكته.
ورحب أمين عام المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة بتنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في عقد ندوة خاصة حول (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية)، متمنيا أن تكون هذه الندوة مناسبة لتحري أبعاد الحملة المعادية للسنة والنبوية وأهدافها الحقيقية، ودعوة المسلمين للالتفاف حول السنة، وتعزيز مكانتها، ورفض كل المحاولات التي تعمل على إضعافها في نفوس المسلمين.
أما مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية في مدينة عكار بشمال لبنان الدكتور سعود الدين بن محمد الكبي فقال: تعتبر بلاد الحرمين، مهبط الوحي، ومركز الدعوة والإرشاد في مهدها، ومنشأ السنة النبوية، فيها نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ترابها أقام النبي صلى الله عليه وسلم مدرسته التي ربى بها أصحابه، وأقيمت فيها مدارس الصحابة التي اعتنت بنشر السنة وحفظها وتدوينها وشرحها، ومنها نقلت إلى الآفاق، فحقيق بالمسؤولين في بلاد الحرمين أن يهتموا بهذا الجانب، ويعتنوا به أهم الاعتناء قياما بالواجب، واستكمالا للمسيرة العلمية النبوية، ممثلة بمعالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد معالي فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وفقه الله لكل خير.
وأكد الدكتور سعود الكبي أهمية انعقاد هذه الندوة، لأنها تظهر بيان صدق النبوة ومعجزاتها، بإبراز الحقائق المعجزة في سيرته الشريفة صلى الله عليه وسلم، ومن تسبيح الحصى، وتكثير الماء والطعام ببركته صلى الله عليه وسلم وأمره للنخلتين أن تتقاربا، وحنين الجذع، وانشقاق القمر وحادثة الإسراء والمعراج، وغير ذلك، وبيان حفظ هذا الدين، بسلسلة الإسناد الذي خصت به هذه الأمة، كما قال عبدالله بن المبارك - رحمه الله -: (الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء)، وإظهار جهود العلماء في حفظ السنة وتمحيصها والذب عنها، مما يؤكد حفظ الله لهذا الدين، وأنه لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، وبيان وجه الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، والتي يدخل منها أعداء السنة بالطعن بها، ومن خلال الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وبيان مهمة النبي صلى الله عليه وسلم التي بعث بها، والتي من أبرزها رفع الظلم، إحلال العدل في كل القضايا، بدءا من الظلم في التوحيد وهو الشرك، والعدل فيه، وهو التوحيد لله رب العالمين، وانتهاء بأخذ حقوق الناس بعضهم من بعض، وتحريم الظلم ولو كان قضيباً من أراك.
ويواصل الدكتور الكبي الحديث عن أهمية انعقاد الندوة، فقال: إن ذلك يظهر في إبراز جانب مهم من مهمته صلى الله عليه وسلم والتي تمثلت بقوله صلى الله عليه وسلم المختصر: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) (رواه أحمد)، وأن الأخلاق التي بعث بها ليتممها، قضية كلية، تتلخص في الجوانب الثلاثة كف الأذى، ومن صوره قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه) (متفق عليه)، وبذل المعروف، ومن صوره أيضا قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل أي الإسلام خير؟ فقال: (تطعم الطعام وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف) رواه مسلم.
واستطرد مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية في مدينة عكار بشمال لبنان الإحسان على الخلق قائلا: ومن صوره: قوله صلى الله عليه وسلم: (دخلت النار امرأة في هرة لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض)، وقوله: (في كل كبد رطبة أجر) إلى غير ذلك من الأحاديث التي تبين الإحسان في الإسلام والذي دعا إليه نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وأبرز الدكتور الكبي أن المهتمين في مجال السنة والسيرة النبوية عاقدة الآمال الكبيرة على هذه الندوة، وأمثالها - بإذن الله تعالى -، ومن أهمها إيضاح الصورة الحقيقية للسنة والسيرة النبوية الشريفة، وقال: إن الحقائق خافية على كثير من الناس في هذا العصر، لا سيما الغربيين الذين يتلقون العلم والخبر من مصادر التشويه المغرضة، و الصدع بالحق، ببيان منزلة السنة النبوية من الدين، وحكم من أنكرها جملة وتفصيلا، أو أنكر حديثا متواترا منها، أو طعن برسول الله صلى الله عليه وسلم أو لبس على الناس أحاديث موضوعة ينفر فيها عن الإسلام، والاستفادة من جهود العلماء والباحثين في مجال السنة والسيرة النبوية، وتأطير تلك الجهود في اتجاه واحد.
ومن جانبه وفي السياق ذاته، قال الدكتور صهيب حسن عبدالغفار رئيس جمعية القرآن في لندن ببريطانيا: لا يخفى على كل بصير أهمية هذا الموضوع وخاصة في الوقت الذي بدأت فيه الألسن تتطاول إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم عربا وعجما وقد تصدى كثير من الباحثين إلى تناول هذا الموضوع دفاعا عن السنة قديما وحديثا غير أن تناوله بجميع جوانبه كما هو الملاحظ في برامج الندوة كان من ضرورات الساعة وتأتي هذه الندوة لتفنيد الشبهات والمطاعن المثارة ضد سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بانطلاقة قوية من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم ذاتها مما يجعل لهذه الندوة مكانة خاصة في التاريخ نفسه.
|