التكريم الذي حظي به سمو أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن، تكريم أقل ما يقال عنه إنه صادف أهله.. فالرجل كما أعرفه ذو خصال حميدة ومزايا فريدة لا يتمتع بها إلا أفذاذ الرجال، وبخاصة أولئك الذين يتسلمون قمة المسؤولية على مستوى رياضنا الحبيبة، تلك الرقعة الشاسعة المسافات المترامية الأطراف، التي قيض الله لها أن تكون ثاني أكبر عاصمة عربية من حيث التعداد السكاني.
وهو تكريم لا إخال أحداً من أبناء ذلك الوطن الغالي الذي نفديه جميعا بالمهج والأرواح، لا يرتضيه لذلك الرمز الأصيل من رموز الوطنية الصادقة.. فهو كما أسلفت القول منظومة رائعة من الخصال والسجايا المحمودة التي يتمنى أي إنسان أن يتحلى بها ويطوق بها عنقه.
فللحقيقة والتاريخ أن أخلاق ابن عياف وصفاته المثالية ظلت كما هي، حين وقع اختيار ولاة الأمر عليه لكفاءته العالية ومقدراته الفذة، ليكون في ذلك المنصب الوطني الحساس، وهو فوق كفاءته ومقدراته المشهودة تلك، رجل يعطي العمل اليومي فوق ما يستطيع من جهد وإخلاص ونية، ناكراً ذاته في سبيل وطنه ومواطنيه.
وإذا كان للمرء أن يفخر فليفخر بمثل هذا الأنموذج المثالي من قادة العمل الوطني.. وحين أصف الرجل بالمثالية، فلأنه - حقاً وصدقاً - يمثل القدوة الطيبة لمرؤوسيه كافة بذلا وسخاء بالجهد والعرق والوقت، ولطالما تجاوز سموه ساعات العمل الرسمي وهو ينجز المهام الجسام بنفس راضية وهمة عالية.. يتوج كل ذلك تواضع جم يتمثل في تقبل سموه الكريم الرأي الآخر مهما كان مصدره، ضارباً بذلك المثل في تواضع المسؤول ومثبتاً القاعدة العربية التي تقول (سيد القوم خادمهم).
وأخيراً الشكر أجزله للقائمين على أمر جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشخصية الإدارية العربية المتميزة، الذين أحمد لهم تلك اللفتة البارعة تجاه أبناء الوطن العربي الكبير من الرواد العاملين في صمت، لا يبتغون غير مرضاة الله سبحانه وتعالى في الدرجة الأولى ومن ثم نهضة أوطاننا ورقيها.. راجياً أن تتواصل أمثال هذه البادرة الكريمة حتى تكون حافزاً طيباً لمزيد من العطاء ولمزيد من الوفاء لأرضنا الطيبة من المحيط إلى الخليج.
|