* الرياض- مسلم الشمري:
صور تذكارية.. وهدايا رمزية.. ونصائح توجيهية ومحبة فطرية.. هي ما تبقى للابناء السبعة ووالدتهم بعد رحيل والدهم العقيد عبدالرحمن بن عبدالله الصالح -رحمه الله- الذي لم يغترف ذنباً سواء انه من حماة الوطن الذين يسهرون على امنه وامانه عندما وافته المنية في الانفجار الارهابي والاجرامي الذي وقع في مبنى الادارة العامة للمرور.
(الجزيرة) انتقلت لمنزل الفقيد لاداء واجب العزاء حيث تحدث لنا شقيق الفقيد - رحمه الله- الشيخ محمد الصالح برباطة جأش وعمق ايمان مردداً لاحول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل فالفقيد كان خلوقاً وصاحب دين وطاعة وحريصاً على مواصلة الارحام رغم مشاغله المتعددة وشقيقي ولله الحمد في عمل شريف يخدم دينه ومليكه ووطنه وكان رحمه الله طالباً للشهادة وقد ادركها ولله الحمد وعن عدد ابنائه قال الشيخ محمد انهم سبعة ابناء لا ذنب لهم حتى يعيشوا ما تبقى من العمر ايتاماً ولكن سوف يقتضي الله سبحانه وتعالى من الطغاة المجرمين.
عبدالله ابن الخمسة عشر ربيعاً هو الابن الاكبر للفقيد رحمه الله حيث يقول بصوت متحشرج والم ينعكس على محياه انني اديت صلاة الفجر يوم أمس مع والدي في مسجد الحارة برفقة اخي فهد وبعد الصلاة استقل سيارة لعمله مثل كل يوم وبعد عودتي من المدرسة سمعت بنبأ الانفجار ولكن هذه المرة لم يتصل والدي ليطمئننا وبعد عدة اتصالات بجهة العمل لم تتوفر لي أي معلومة ثم حضر خالي وابلغنا بوجود اصابة طفيفة ادخل على اثرها المستشفى وقبل صلاة المغرب اخبرنا بنبأ وفاته - رحمه الله- ثم انقطع صوت عبدالله وتساقطت دموعه التي تشرح وتصف مشاعره واحاسيسه وبعد برهة واصل حديثه قائلاً ان والدي كان صديقاً واخاً لنا ويوفر لنا جميع ما نريد وكان دائماً ما يزورني في المدرسة ويسأل عني اساتذتي ودائماً ما يوصينا على الصلاة ومواصلة الارحام والاطلاع والمعرفة والجد والاجتهاد في الدراسة والتعامل السامي والراقي مع الآخرين وزرع في قلوبنا حب الناس والوطن وولاة الامر ولكن حسبي الله ونعم الوكيل واشار عبدالله ان في الاسابيع الماضية عندما حدثت مواجهات بين رجال الامن والعناصر الارهابية وورود الانباء عبر الفضائيات بقتل رجال امن احسست بخوف على والدي ولكن ادركته المنية في مكتبه وبعد صمت قليل مصحوب بدموع متلاصقة وجه سؤالاً للعناصر الارهابية لماذا جعلتموني يتيماً لماذا قتلتم والدي لماذا تدمرون وتخربون وتزعزعون امن الوطن، ودعا عبدالله ان يرحم الله والده ويغفر له ويتقبله شهيداً عنده متمنياً ان يسد جزءا صغيراً من فراغ والده في مملكته الصغيرة.
من جهة قال عبدالله العقيل احد اقارب الفقيد ان المرحوم باذن الله كان خدوماً محباً للمساعدة عطوفاً رحوماً حريصاً على اداء الصلاة في المسجد محبوباً من الجميع واصلاً للرحم.
الجدير بالذكر ان لدى الفقيد 7 ابناء هم عبدالله (15) عاماً، ومحمد (13) عاماً، وفهد (12)، عاماً وناصر (8) اعوام، ونايف (6) اعوام ونواف (4) اعوام وسعود (3) اشهر.
|