Thursday 22nd April,200411529العددالخميس 3 ,ربيع الاول 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

القصة الكاملة لاغتيال أسد فلسطين القصة الكاملة لاغتيال أسد فلسطين
طائرات إسرائيلية تحلق على مدار الساعة بانتظار الرنتيسي

  * غزة - بلال أبو دقة:
كشفت مصادر فلسطينية وإسرائيلية عن تفاصيل اغتيال زعيم حماس في غزة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي المعروف بأسد فلسطين مشيرة إلى أنه كان تعرض أيضاً لمحاولة اغتيال في اليوم الثالث من اغتيال زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين.
وقالت مصادر حماس إن جهاز الأمن الذي يتولى حراسة وتامين الأجواء الأمنية لقادة حركة حماس في غزة رصد عدداً من العملاء، الذين راقبوا الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، وكادت أن تنجح عملية المراقبة للدكتور الرنتيسي في الإيقاع به..
وقالت المصادر الحمساوية: لقد تم رصد هؤلاء العملاء ومعرفتهم، إلا أن حركة حماس رفضت الحديث عن هذه العملية الفاشلة، إلا بعد تأكيد هذه المحاولة من قبل أجهزة الأمن الصهيونية في اليومين الماضيين..
وكان الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي عين خلفاً للشيخ أحمد ياسين وقائداً لحركة حماس في قطاع غزة، قد لاقى وجه ربه شهيداً هو واثنان من مرافقيه، عندما استهدفتهم صواريخ الاحتلال الصهيوني، بينما كانوا يستقلون سيارة خاصة وسط مدينة غزة، مساء السبت، الموافق 17- 4-2004..
وفي هذا السياق، قال أحمد عبد العزيز الرنتيسي (21 عاماً) نجل الدكتور الراحل عبد العزيز الرنتيسي في لقاء خاص مع الجزيرة: إنه في ليلة استشهاد والده، طلب منه والده أن يقله بسيارتهم الخاصة إلى حيث سيارة (السوبارو)، التي كانت تنتظرهم في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، وبها مرافقو الرنتيسي، (أكرم نصار وأحمد الغرة اللذان استشهدا معه)، فاستجاب أحمد لمطلب والده..
وما أن وصلا إلى السيارة، حتى أخبر أكرم نصار المكنى (أبو مصعب) الدكتور الرنتيسي بحضرة ابنه أحمد أنه رأى في منامه أن الدكتور الرنتيسي (أبو محمد) يمتطي جواداً أبيض، فقال له (أبو مصعب): ربما يكون موعد الشهادة قد اقترب، فابتسم الرنتيسي، وصعد في السيارة، وغادر ابنه أحمد المكان مستقلاً سيارة والده عائداً أدراجه إلى المنزل، وبينما هو في الطريق سمع صوت انفجارات قوية هزت مدينة غزة، ليصل إلى البيت ويتبادر إلى سمعه من الفضائيات العربية والإذاعات الفلسطينية المحلية أن سيارة والده قد استهدفت بصواريخ الاحتلال..
وكان د. عبد الرنتيسي، الذي يكنيه الفلسطينيون ب (أسد فلسطين) على رأس قائمة الاغتيالات التي أعدتها الأجهزة الأمنية في دولة الاحتلال.. وكانت صحيفة معاريف العبرية قالت نقلاً عن جهات أمنية إسرائيلية: كانت الطائرات والمروحيات الحربية الاسرائيلية تحلق على مدار 24 ساعة في اليوم في سماء قطاع غزة، بانتظار الأوامر بإطلاق صواريخها باتجاه الرنتيسي عندما تكون الفرصة مواتية..أي عندما يرتكب الرنتيسي الخطأ الذي طالما انتظرته أجهزة الأمن الاسرائيلية ويخرج من (مخبئه).. ويبدو أن الخطأ الذي كان يرتكبه الشهيد الرنتيسي، أنه كان يرفض الاختباء مثلما فعل كثيرون من قيادات الحركات الفلسطينية المدرجة أسماؤهم على لائحة الاغتيال الصهيونية..
وأضافت الصحيفة: انه على اثر اغتيال الرنتيسي اصبح بالإمكان الكشف عن أن الطائرات الحربية الاسرائيلية حلقت بضع مرات في أجواء غزة في الآونة الأخيرة بهدف تنفيذ عملية الاغتيال بحق الرنتيسي.
يشار إلى أن تقارير عدة أظهرت أن عمليات الرصد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي للكوادر الفلسطينية تتم عن طريق العملاء كعنصر من عناصر المراقبة والرصد، بالإضافة إلى الأجهزة الإلكترونية التي تحملها طائرات التجسس التي تجوب سماء قطاع غزة على مدار الساعة..
وتشير التقارير إلى أن هناك عنصراً آخر للرصد وهو الأجهزة الخليوية النقالة التي يستخدمها مرافقو القادة الفلسطينيين، خاصة بعد أن امتنع القادة الفلسطينيون المستهدفون عن حمل الأجهزة النقالة أو استخدامها..
يذكر أن الدكتور الرنتيسي كان قد نجا، أيضا، من محاولة اغتيال استهدفته في العاشر من حزيران من العام الماضي، استشهد خلالها مرافقه الشخصي وثلاثة من المارة الفلسطينيين منهم طفلة في التاسعة من العمر، وأصيب نجله أحمد (21 عاماً) بإصابات بالغة أدت إلى إصابة يده اليمنى بشلل .
وكانت عملية اغتيال الرنتيسي الناجحة جاءت بعد 24 يوماً من اغتيال الشيخ أحمد ياسين، زعيم ومؤسس حركة حماس، في الثاني والعشرين من شهر مارس - آذار الماضي بينما كان عائداً إلى بيته من صلاة فجر يوم الاثنين..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved