* رام الله - القدس المحتلة - الوكالات:
قال مردخاي فانونو كاشف برنامج الأسلحة النووية الإسرائيلية لدى الإفراج عنه أمس إنه فخور بكشف الأسرار النووية لإسرائيل وأنه لا يملك المزيد من الأسرار للكشف عنها، غير أن مصادر مطلعة قالت إن الإفراج عن الرجل يمثِّل بداية معركة لفضح السلاح النووي لإسرائيل، وفي ذات الوقت فإن الإفراج عن فانونو أثار انقساما في المجتمع الإسرائيلي بين مؤيِّد ومعارض.. وقال عصام مخول العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي أمس الأربعاء إن (إطلاق سراح فانونو هو ليس انتهاء المعركة وإنما بداية جديدة. فانونو انتصر بكسر جدار الصمت الذي حاولت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلاله التعتيم على سلاحها النووي، مشيراً إلى أن الإفراج عنه هو بداية معركة فضح السلاح النووي السري الإسرائيلي.
وعصام مخول هو أحد أبرز نواب عرب إسرائيل الذين انتقدوا سياسات إسرائيل التكتمية والغامضة إزاء موضوع التسلح النووي علانية أمام الكنيست، وهو يعيش في حيفا. وأطلقت إسرائيل سراح فانونو أمس بعد 18 عاماً من السجن قضى خلالها 11 عاماً في العزل الانفرادي عقاباً له بتهمة (خيانة) إسرائيل. وأدلى فانونو عام 1986 بمعلومات سرية عن مفاعل ديمونة النووي جنوب إسرائيل لصحيفة بريطانية مما أثار حفيظة قادة إسرائيل وقام الموساد باختطافه في أوروبا وإعادته معتقلاً إلى إسرائيل. وفي بيان تلاه على الصحافيين رغم ضغوط عناصر جهاز شين بت (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي) قال فانون بعد الإفراج عنه أنه (فخور وسعيد) بما قام به مشدداً على أن الدولة العبرية (ليست بحاجة إلى السلاح النووي).
وهو أول تصريح علني فانون منذ خطفه الموساد (جهاز الاستخبارات الإسرائيلي) ودخوله السجن قبل 18 عاماً.
ودعا فانونو الحكومة الإسرائيلية إلى السماح بعمليات تفتيش دولية لمفاعل ديمونة النووي.
وقال (رسالتي إلى العالم هي: افتحوا محطة ديمونا أمام عمليات التفتيش). وأكد أنه لم يعد يمتلك (أسراراً) حول البرنامج النووي الإسرائيلي. ووضعت إسرائيل شروطاً تقيد حرية وتحرك فانونو خارج السجن من ضمنها الابتعاد عن المعابر والحدود والسفر إلى الخارج والحديث عن المفاعل النووي.
وقال مخول منتقداً القيود التي حددتها إسرائيل بحقه (إسرائيل تحاول مواصلة الانتقام من فانونو وهي حاولت إخراجه معتوها من السجن لكنها لم تستطع وهي بهذه التصرفات لا تحاول الدفاع عن سياسة أمنها وإنما عن أمن سياستها).
وانتقد مخول الدعم الأمريكي لسياسة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط والصمت الدولي حيال تملكها أسلحة دمار شامل. وقال (موقف أمريكا حيال التسلح النووي الإسرائيلي وقح فبينما تشن حرباً عدائية ضد العراق بحجج ثبت لاحقاً أنها واهية وكاذبة تتعاطى مع الترسانة النووية الكبيرة في المنطقة وتدعمها).
ووصل إلى إسرائيل عشرات المتضامنين الأجانب ومن بينهم برلمانيون أوروبيون مناهضون للأسلوب الذي تعاملت به إسرائيل مع فانونو. ويعتقد بعض المتضامنين أنه يستحق نيل جائزة نوبل للسلام لفضحه أسراراً تتعلق بأسلحة مدمرة للبشرية.
وأفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس الأربعاء قبل ساعات قليلة من الإفراج عن فانونو إن الإسرائيليين منقسمون حول مسألة إطلاق سراحه.
وعن رأيهم في الإفراج عن فانونو، رأى 47 % من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنه يجب عدم إطلاق سراحه في حين أيَّد 44 % هذا الإجراء بينما لم يعبر الآخرون عن أي رأي.
ويقول مخول إن برنامج إسرائيل النووي لم يعد سراً لكن حجم ما تمتلكه من أسلحة نووية لا يزال غير معلوم. وأضاف (المعلومات متوافرة على مواقع الإنترنت وبين أيدي علماء أمريكيين).
وشن مخول في محاضرات ألقاها أمام عرب داخل إسرائيل هجوماً على سياسة إسرائيل الغامضة بشأن السلاح النووي ذاكراً مواقع للأسلحة النووية منتشرة في إسرائيل. ولم توقع إسرائيل على اتفاقية حظر أسلحة الدمار الشامل. وقد تعرض مخول العام الماضي إلى محاولة اغتيال عندما انفجرت قنبلة في سيارته الشخصية بحيفا.
|