رامسفلد: التسوية النهائية ما زالت بعيدة
اشتباكات عنيفة في الفلوجة رغم الهدنة والطائرات الأمريكية تقصف حي الجولان

  * بغداد - د. حميد عبدالله - الفلوجة - واشنطن - الوكالات:
الوكالات: قصفت الطائرات والمروحيات الأمريكية صباح أمس الاربعاء أحياء سكنية في الاطراف الشمالية لمدينة الفلوجة العراقية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المنطقة بكثافة في أعقاب القصف، وكانت المروحيات الأمريكية قصفت في وقت سابق صباح أمس حي الجولان بالمدينة، وأدى القصف الأمريكي عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.
و قال سكان ان اشتباكات بالرشاشات وقذائف المورتر والقنابل وقعت صباح أمس ولمدة أربع ساعات بين قوات امريكية ومقاومين عراقيين في لفلوجة المضطربة مما أدى إلى كسر الهدنة المؤقتة ومقتل ستة مدنيين، وأضاف الشهود ان الاشتباكات تفجرت في حي الجولان بالبلدة في حوالي الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0200 جمت) وانها استمرت اربع ساعات.
وفي واشنطن أكد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد ان فرص التوصل الى تسوية نهائية في الفلوجة ما زالت بعيدة محذرا من ان القوات الأمريكية لا يمكنها ان تبقى في هذا الوضع إلى ما لا نهاية.
وقال مسؤولون كبار في وزارة الدفاع ان مشاة البحرية المارينز على استعداد للتحرك عسكريا لكن لم يتم تحديد اي مهلة للمفاوضين الذين يحاولون نزع فتيل التوتر.
وقال رامسفلد خلال مؤتمر صحافي ان الحالة السائدة في الفلوجة الآن لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية مضيفا ان السوقة والمجرمين وازلام صدام لن يسمح لهم باقتطاع اجراء من المدينة ومعارضة السلام والحرية، وأوضح ان المفاوضات الجارية لا تشمل المحاربين في الفلوجة وإنما أعيان المدينة.
وتابع ان المفاوضين لا يجرون محادثات مع المسؤولين السابقين في الاستخبارات وعناصر الحرس الجمهوري الخاص والارهابيين الاجانب وكلهم هناك في المدينة، وأضاف ان هؤلاء يسببون المشاكل ويرهبون سكان الفلوجة.
ومن جهته، قال مساعد رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال بيتر بايس ان ما يحصل عسكريا هو ان المارينز على استعداد لمعاودة العمليات الهجومية، وختم قائلا: ليس هناك مهلة محددة حاليا، ويقدم المارينز الى المسؤولين السياسيين فرصة للتوصل إلى حل سياسي.وسمح لخمسين عائلة على الأقل بالعودة الى الفلوجة أمس الاول تنفيذا لاتفاق تم التوصل إليه الاثنين مع وجهاء المدينة واعلنته قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.من جهته حمل عضو مجلس الحكم الانتقالي يونادم كنا من وصفهم بالجهات الخارجية وبقايا نظام صدام حسين المسئولية عن تصاعد أعمال العنف في مدينة الفلوجة.
وقال عضو مجلس الحكم الانتقالي إن أعمال القنص لم تتوقف طيلة فترة الهدنة والمفاوضات بين أهالي مدينة الفلوجة والقوى السياسية وسلطة التحالف.
وأضاف: إن جهات خارجية وجماعات إرهابية وبعض بقايا رموز نظام الرئيس السابق صدام حسين تقف وراء استمرار أعمال العنف في المدينة، وأعرب كنا عن أمله في أن يتمكن المفاوضون من حسم قضية الفلوجة وتحقيق الامن والاستقرار فيها.
وعلى الصعيد نفسه أكد القيادي البارز في هيئة علماء المسلمين مثنى الضاري أن المفاوضات مازالت مستمرة بين وفد أهالي الفلوجة والقوى السياسية وسلطة التحالف.