مَنَنْتُمْ بفضلٍ وامتناني مجدَّدُ
وزدتم فَلَلْحسنى بكم تتأيَّدُ
على أن في قلبي أسىً ومرارةً
وفي الموق نَزْفُ الدمع لا يتجمَّدُ
فلا تنكروا منِّي حطاماً مهشماً
ولا وجْنةً مثل الغصونِ تَخَدَّد
مللتُ طروسي بل تبلَّد خاطري
وأنكرني عضْبٌ تلاعبه اليد
فكم ألهبتْ أشجانُه شوق مُجْهَدٍ
فإيقاعه التطريبُ والقيلُ خُرَّدُ
يُداعب مفؤوداً برى الهمُّ جسمَهُ
وينفخ في أشلائه فيغرِّد
جسورٌ على مُعْصَوْصِبِ الفكرِ فَتْقُهُ
فينفي أغاليط الفِرَى وَيُفنِّدُ
فعدتُّ كما قد باء بالعيِّ باقِلُ
وكنتُ حليفاً للكتاب أُقيِّدُ
ولا غرْوَ فالمصباحُ ينْداحُ ضوؤهُ
ويُخفيه من بعدِ التوهُّجِ رِمْدَدُ
وأنكرني عصري وأنكرتُ زَيْفَه
وأوحشني مَنْ بالمقابِر مُلْحَدُ
شيوخُ زماني نوَّر الله تُرْبهمْ
يَلُمُّ خطاهم ذو البصيرة أَرْشَدُ
حفيدُ إمام الخالفين محمَّدٍ
فذاك ابن إبراهيم حَبْرٌ مُسَدَّد
قويُّ فؤادٍ إن تأزَّم موقفٌ
سديدُ حلولِ إن عرى متعقِّدُ
ومن نَبْعِهِ مَنْ لستُ أُحصي فَعالهمْ
ولم يتركوا ذا حيرةٍ يتلدَّدُ
أعدُّ ابن بازٍ نافلاً أهلَ جِيلهِ
بكلِّ خصالِ الخيرِ والناسُ شُهَّدُ
كذا ابنُ حميدٍ ألمعيٌّ على تُقىً
يحوكُ كريمَ الرأيِ لا يتأوَّدُ
ولابن غصونٍ فَضْلُ حنكةِ عالمٍ
غيورٌ على الإسلام شهمٌ مَصُمَّدُ