نبأ عاجل يومض داخل مستطيل أحمر يرمز لخطورة الخبر وأهميته التي تتجاوز مجرد القراءة إلى تعديل الجلسة وتصويب النظر والفكر والحواس للاحاطة بالتفاصيل وردود الأفعال المتباينة وما وراء الخبر بعد ان تجرعته النفس ألماً وحزناً وغصت به الحناجر وضاقت به القلوب والجوارح ذرعاً لعجزها عن فعل شيء يشفي الغليل.
وللمتابعة فضائياً كان لابد من التقاط جهاز (ريموت كونترول) والبدء من الرقم واحد لضمان عدم تجاوز محطة وفوات معلومة أو مقولة أو خطبة شاجب مندد، أو مسؤول أُممي يدعو لضبط النفس، أو أطلسي يعبر باستحياء أن هذا إجراء قد يكون مبالغاً فيه، أو أمريكي مسؤول يؤكد أنهم لم يبلغوا بالحدث مسبقاً ولكن لهم الحق في ذلك وكأنه نادم على عدم معرفة التوقيت بالدقيقة ليحتفل بالحدث حال وقوعه، وهو اعتراف ضمني بخبث شارون ومدى تحايله على مرجعيته الأمريكية حتى أنه خدعها بتحديد التوقيت.
أما عن فضائياتنا العربية (باستثناء عدد قليل منها) فكانت في وضع بعيد عن الحدث وبصورة مرحة، وباستعراضها بشكل سريع تجد أن واحدة تبث برنامجاً يفسر حركة ذيل الكلب في حالات مختلفة عند الغضب والسرور، وأخرى تعلن ابتكاراً جديداً لإعداد طبق من الباذنجان، وثالثة تؤكد انه لم يثبت حتى الآن ان القط بتسع أرواح، وفضائيات عربيات كانت تقدم ما لا يحسن ذكره الآن.. والمؤكد أننا في وضعنا الحالي بقدر ما نتألم فإننا يمكن ان نضحك، ثم نفعل كما فعل أبوحنيفة برجليه.
|