إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه
فكل رداء يرتديه جميل |
العرض موضع المدح والذم في الإنسان فهو تلك الحلية الجميلة فيه.. اذ هي اغلى ما تملك يداه وتختلج في وجدانه فالعرض الطاهر النقي كالزجاجة البيضاء الصافية اذا لم تحافظ عليها من الأدران والأوساخ والأتربة والغبار ولم نحفظها في موضعها اللائق بها فسوف يكون مصيرها بلا مراء الى الزوال والانكسار، أما اذا حافظنا عليها ودرأنا كل ما يشوبها من الأوساخ وما يطفئ من لمعانها من الاقذار.. فسوف تبقى الى ما شاء الله.. ومن هنا كان الحفاظ على العرض وصون على كل ما يعلق به أمر ضروري يحتمه علينا ديننا.. ففيه مقومات سعادة المرء في هذه الحياة.. فالسعادة الروحية لا ينهض لها كيان ما دام العرض يوطأ بالأقدام.
فيما اشقى الشقي وما أغباه وما أجهله الذي يحافظ على ماله دون عرضه ويتركه تلعب به الاعاصير وتيارات الزوابع الضائعة التي تسعى لكتابته في لوحة الأشقياء.
المال يذهب ويرجع بخلاف العرض فلا سبيل الى رجوعه.
أصون عرضي بمالي لا أدنسه
لا بارك الله بعد العرض في المال |
محمد بن فواز الرشود |