تشرفت قبل أيام قلائل بزيارة مدينة (سلطان بن عبدالعزيز) للخدمات الانسانية التي تقع في منطقة بنبان شمال مدينة الرياض.. برفقة عدد من نجوم الكرة السعودية السابقين وهم: العميد الدكتور صالح العميل وسلطان بن مناحي وناصر الجوهر وناصر السيف وذلك لتغطية المراحل العلاجية والتأهيلية لنجم الهلال الخلوق في الحقبة التسعينية عبدالله القصاب الشهير بلقب (شمروخ) الذي يعاني من مرض الرعاش منذ اكثر من عشر سنوات ادى في النهاية الى خلود كامل على فراش المرض الى جانب ضعف بالنطق والكلام مما دفعه للتنقل من القاهرة مروراً بلندن بحثا عن العلاج ولكن دون جدوى ليجد اخيرا (ضالته) العلاجية بهذه المدينة الرائدة حيث مكث فيها للاسبوع الرابع على التوالي وقد شهدت حالته تحسنا نوعيا وتطورا ايجابيا بعد ان مر بفترة عصيبة وظروف صحية ألزمته فراش المرض وازاء ذلك اضحى ينطق بعض الكلمات بسهولة ويسر ويستطيع القيام ببعض النشاطات اليومية باستخدام الكرسي المتحرك الى جانب قدرته على المشي مسافة عدة امتار وهذه بالطبع مؤشرات ايجابية تؤكد تقدم الوضع الصحي للحالة.
* هالني ماشاهدته داخل أروقة هذا الصرح الطبي العملاق الفريد من نوعه من حيث الامكانيات الطبية الحديثة والخدمات التأهيلية الرائدة خاصة في مجالي العلاج الطبيعي والعلاج التأهيلي الذي يتم على ايدي نخبة من الاخصائيين والخبراء فهناك خمسة برامج متنوعةتشكل فريقا طبيا لعلاج مثل تلك الحالات تحت اشراف الاستشاري المختص.
* ومايعزز فرص الشفاء بإذن الله عز وجل هو توفر جو من الرعاية الصحية والعناية الفائقة بالمرضى يقول شمروخ :(دخلت المدينة وانا طريح الفراش وبدأت بفضل الله استعيد قدرتي على الحركة شيئا فشيئا واستطيع الاكل والشرب معتمدا على ذاتي وانطق الكثير من الكلمات بسهولة ويسر وهذا يعني انه وخلال فترة بسيطة تحسنت اوضاعه الصحية وقطع مرحلة مهمة جدا من مراحل العلاج إذا أخذنا بالاعتبار انه كان في حالة نفسية ومعنوية (محطمة) قبل دخوله المدينة نظرا للاثار الجانبية (عضويا) التي الزمته السرير الابيض عدة سنوات بيد ان الرعاية الانسانية والمعاملة الحضارية من الاطباء والعاملين وعلى رأسهم مدير عام المدينة الدكتور ماجد القصبي الذي يحرص علىزيارة المرضى كجانب من العلاج من جهة وانطلاقا من رسالة المهنية والانسانية التي يحملها في حقيبته الادارية من جهة اخرى بلاشك ساهمت تلك العوامل في رفع درجة الحالة المعنوية له ولبقية المرضىالذين قابلت بعضهم وهم يقضون وقتا من الانسجام على المسطحات الخضراء خارج غرف التنويم حيث ساهم الجانب الترفيهي والترويحي في زيادة الهمة والادارة الصلبة للمريض قبل شروعه في البرامج التأهيلية بشتى ظروفها.
* ايضا من الاشياء الجميلة التي لفتت الانظار هي نوعية البرامج التأهيلية باساليبها الحديثة المتوفرة في هذه المدينة العملاقة وهي بجانب العلاج الطبيعي ومعالجة النطق والكلام والعلاح الترفيهي والعلاج الوظيفي والعلاج النفساني حيث يتلقى المريض جلسات متعددة اسبوعيا حسب نوعية الحالة وذلك عن طريق الاخصائيين النفسانيين كما ان هناك برامج غذائية حيث يقوم الاخصائي بوضع برنامج غذائي يتناسب مع حالة المريض ويتم متابعة نتائجه فضلا عن متابعة اوضاع المريض بعدخروجه حيث يقوم فريق مكون من اخصائي العلاج المهني ومساعده بزيارة في منزله وتدريب الحالة على كيفية الاعتماد على الذات وتأهيله لقضاء احتياجاته الخاصة دون مساعدة من الاخرين بعد وصوله لمرحلة تأهيلية طبية ممكنة.
* ثمة أمر آخر لفت انتباهي تمثل في حرص المدينة على الناحية الاجتماعية حيث يمنح المريض راحة يومين يغادر لمنزله في عطلة نهاية الاسبوع بقصد تكيفه مع المجتمع الذي حوله وتغيير الروتين ليعود بشعور مفعم بالأمل والارتياح وبالتالي استقباله يوما جديدا حافلا بمزيد من الصحة والعافية باذن الله ولأن الجانب الترفيهي يمثل أحد البرامج التأهيلية فقد لفت نظري عند لحطة دخولي هذا الصرح الطبي العملاق التصميم الرائع حيث انها مصممة على شكل واحة تتوسطها المباني على شكل هلال وتطل كل غرفة من هذه المباني على نهر مائي صناعي وعلى مسطحات خضراء منتشرة على ارجائها الواسعة والفسيحة فتستهوي تلك المناظر الخلابة مرتاديه فضلا عن الانعكاس النفسي والمردود المعنوي لحظة استمتاع المريض بتلك المناظر الجذابة ومهما اتحدث عن الامكانات الموجودة.. البشرية والطبية علاوة على الاجهزة الحديثة فلا أستطيع ان افندها ولكن محور كلامي هذا الانطباع الذي حملته في حقيبتي الاعلامية عقب انتهاء زيارتي لشمروخ في هذه المدينة العملاقة يجعلني اتأجج بالفخر والاعتزاز بتلك الهدية الانسانية التي اهداها الامير الشهم سلطان بن عبدالعزيز لوطنه كما هو ديدنه (حفظه الله) في تبني المشاريع الخيرية التي تخدم الكثير من الحالات الانسانية.. ولاضير ان هذه المدينة المعجزة ستجعل الكثير يصرف النظر عن السفر والبحث عن المراكز والمصحات التأهيلية في الخارج طالما نحن نملك صرحا من الصروح الطبية الرائدة في مجالين متكاملين هما العلاج التأهيلي والعلاج الطبيعي.
ولدت من رحم مؤسسة سلطان الخيرية لتقف شامخة في (بنبان) وهي تحمل شعارها (مساعدة الناس ليساعدوا انفسهم).
شكراً.. نقولها بكل فخر وإعجاب لسلطان الخير الذي جسد المعنى الحقيقي للانسانية، شكرا لصاحب الأيادي البيضاء التي امتدت للمحتاجين والمساكين مفعلا قول الرسول- صلى الله عليه وسلم -(كان الله في عون العبد مادام العبد في عون اخيه).
الصحافة رسالة إنسانية
الإخوة الأعزاء عبدالله العجلان - عبدالرحمن الروكان - محمد العبدالوهاب -محمد البكر- شكراً لمشاعركم الطيبة وكم اجد نفسي فخورا وسعيدا وانا اعيش بين إخواني المكلومين المعوزين؛ فهذا بطبيعة الحال واجب يمليه عليّ ديني ورسالتي المهنية.. إشادتكم بي هي بلاريب نبراس ونيشان اضعه على صدري.. ولو وقفنا جميعا يدا واحدة مع المكلومين لما كان هناك محتاج وكل على قدرعزيمته ولاشك ان الصحافة رسالة انسانية ولا أنسى الدور المتميز والاهتمام الكبير الذي منحني اياه الانسان (محمد العبدي) والذي يتسع صدره مع كل عمل انساني اقدمه ويؤكد ابو مشعل ان المجال في الصحيفة يتسع لكل الاشياء بهذا الخصوص شكرا شكرا لكل الأحبة.
* ناصر الجوهر - العميد الدكتور صالح العميل ،صحيح ان التواضع سلوك الكبار كما قيل.. شكرا على اهتمامكما بالجانب الإنساني.
* نرفع اكف الضراعة الى المولى عز وجل ان يشفي حكمنا الدولي السابق محمد الشنيفي ويكسوه ثوب الصحة والعافية.
* الزميل عبدالمحسن الجحلان قدرة اعلامية تكرس جهدها واهتمامها بالقضايا الانسانية عبر الوردية هكذا المفهوم الصحفي الحقيقي والرسالة التي يفترض أن نضعها في اولويات العمل (مهنيا).
|