سعادة رئيس التحرير خالد المالك.. تحية طيبة..
كتب الأخ جاسر عبدالعزيز الجاسر في زاويته اليومية أضواء بعدد الجزيرة (11510) ليوم السبت الموافق 13-2- 1425هـ تحت عنوان (جنون الغضب العراقي يحرق الأمريكيين) حيث تناول الكاتب حادثة إحراق الأمريكيين من قبل المقاومة العراقية والتمثيل بجثثهم وتعليقها على أحد جسور الفلوجة والتي أحدثت ردود أفعال لدى قوى الاستعمار وساسة البيت الأبيض والذين هم أشد تألماً وتحسراً كما أحدثت ذعراً وخوفاً لدى القادة العسكريين ووسط الجنود في العراق. تلك المناظر تناقلتها وسائل الإعلام من وكالات أنباء وفضائيات وصحافة.
الأستاذ الجاسر انتقد وبقوة عمل المقاومة وطريقة التمثيل بهذه الجثث بقوله:(هذا العمل المرعب يعد فعلا غير إنساني ولا حضاري، حتى وان ارتكب ضد جنود يعتبرهم كثير من العراقيين محتلين وغزاة، إلا أن الأخلاق العربية والإسلامية التي يحرص العراقيون على التمسك بها تجعل هذا العمل مرفوضا من أكثرية العراقيين) أقول للجاسر ان السمة التي تميز بها العرب عن غيرهم أنهم عاطفيون إلى أبعد الحدود حتى وإن ترتب عليها سلب حق أو استباحة عرض وهذه العاطفة غير المنضبطة هي من أسباب هزائمنا وضعفنا أمام أمم الأرض وشعوبها. ذكرت أن هذا العمل غير إنساني وأنا بدوري تساءلت في ذهني كما يدور في ذهن أي إنسان مسلم غيور أو أي إنسان حر: هل غزو العراق ووجود هؤلاء المجرمين من جنود أمريكا عمل إنساني؟ هل تدمير وتخريب مقومات الحياة واحداث الفوضى السياسية والأمنية عمل إنساني؟ وهل القتل اليومي واقتحام المنازل واستباحة الأعراض والدماء عمل إنساني؟ وهل سجن وتقييد العراقيين رجالاً ونساء عمل إنساني؟ وهل ضرب المساجد بالصواريخ وقتل من فيها عمل إنساني؟ وهل محاصرة الفلوجة وإرعاب أهلها وقتل سكانها ومنع المساعدة الطبية والغذائية عمل إنساني؟ وهل تظن أن لدى أمريكا مثقال ذرة من القيم الإنسانية؟ ياأخي العزيز الشواهد كثيرة وعلى صفحات التاريخ دونت صفحات سوداء في جبين الإنسانية وخصوصا بحق دولة الحرية والديمقراطية وراعية حقوق الإنسان أمريكا. قبل أيام شاهد العالم كله الجريمة النكراء التي ارتكبتها الحماقة الصهيونية وتحت إشراف مباشر من رأس عصابة الإرهاب الشاروني ضد الشيخ المقعد والمناضل المجاهد من أجل الحرية أحمد ياسين في أبشع صورة عرفتها صور الإجرام. وقوبلت بتنديد وشجب دولي ماعدا أمريكا والتي وصفت العملية بأنها حق صهيوني لحماية أمنها بل أحبطت قرارا دوليا يدين العملية باستخدامها حق (الفيتو) فهل هذا عمل إنساني؟! قتل محمد الدرة قبل سنوات جريمة نكراء فهل ينطبق عليه معايير الإنسانية؟! قصفت القوات العراقية بعد انسحابها من الكويت وكيف شاهدنا جثث الجنود العراقيين متفحمة فهل هذا عمل إنساني؟! ياأخي مرارة الاحتلال وصور الإذلال والإهانة تفقدك شيئا اسمه الإنسانية والعطف والرحمة بالمجرمين المعتدين. الشعب العراقي شعب حر وشعب ذو كرامة لا يرضى بالذل تحت أي ظرف من الظروف وخصوصا بعد مرور عام كامل على استحلاله ولم يلمس شيئا من الوعود الكاذبة من حرية وديمقراطية وحكومة منتخبة. فيجب أن نرمي شيئا اسمه إنسانية ما دام أن هناك محتلا ظالما ومجرما يسومنا سوء العذاب ليلا ونهارا، يقتل ويسرق ويهتك الأعراض في وضح النهار.
فاختيار الطريقة التي يراها المناضلون والمقاومون مناسبة لإرهاب العدو والتعجيل بهزمه ورحيله اليوم قبل الغد هو حق مكتسب يقرره الواقع الذي يعايشونه لأن الذي رجله في النار ليس كالذي رجله في الماء.
وأعتقد أن المقاومة العراقية اتخذت هذه الطريقة لتبرهن لقوى الاستعمار ان هذا هو مصير جنودها فإما ترضى بهذا العمل وإلا عليها أن تفر من جحيم القتل والإحراق وهذا حق مشروع للمقاومة العراقية فما أخذ بقوة لا يرد إلا بقوة وأمريكا لا تفهم إلا لغة القوة فقط.
ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل | 
