دائماً ما يرتبط عمل الإنسان وسلوكه بأفكاره التي يتبناها. والحقيقة التي لا تحتاج إلى دليل هي أن النبت لا يخرج إلا طيباً، وأن الخبيث لا يخرج إلا نكداً. وانطلاقاً من هذا التقعيد يمكن تفسير ظواهر ومظاهر في حياتنا، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي.
وتجيء الأحداث الأليمة من قتل حماة الأمن لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن أيادي ملوثة بأفكار دخيلة وبمصالح دنيئة تقف خلف كبر هذه الجريمة النكراء.
... الإنسان خُلق ليحيا لا ليموت.. ولو كان حق الإنسان أياًَ كان الموت ابتداء لما كان لخلقه معنى!.. وبالتالي فقتله ولو كان كافراً من غير وجه حق مخالف لقانون الحياة وشريعة الله، فكيف بمن سخّر الله له الأشياء وأسجد له ملائكة السماء؟!.. وذلك المؤمن الذي جعل الله حرمة دمه أعظم من حرمة بيته؟
.. يا ترى كيف تختلّ كل هذه الموازين فيمن أقدموا على قتل أبريائنا وحماة أمننا في الرياض والقصيم..؟ إننا إذا كنّا نحمي حدود بلادنا بحكم قتل مروجي المخدرات بناء على فتوى كبار العلماء.. فكيف بمن يروج القتل ابتداء؟!
.. وإذا كان المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لم يجد لأحد الصحابة عذراً في قتل من قاتله وهو متلبّس بالكفر بعد تلفظه بشهادة التوحيد!.. فكيف بمن تجرأ على قتل ركّع سجّد كما يشهد بذلك الشهود للشهداء الأبرياء المانع والجار الله والعتيبي وغيرهم من حملة الشهادة؟!
إننا إذ ننكر ما يحدث في الفلوجة فيجب علينا إنكار ما حدث في أم سدرة على كل الأصعدة..
إننا اليوم أحوج ما نكون كلنا لأن نكون رجال أمن، فأمن الجميع يحتاج إلى تضافر الجميع في الكشف عن كل خلل يؤرق أمن مجتمعنا ويشعر الأفكار الملوثة والأيدي الملوثة بأن لا مكان لها في مجتمع الأمن والإيمان.
و{حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}، و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
| 
