كثير من الكتاب يطرحون رؤاهم المحلية وهم يناقشون ويتعرضون لمشكلات المجتمع وأوضاعه ولكنهم يفتقدون مهارة اختيار المفردة المناسبة القادرة على طرح الفكرة دون التجريح أو الاستثارة.
وهي مهارة لاشك انها دقيقة جداً تحتاج إلى مران كبيروإلى معرفة واسعة بنفسيات الناس والمناطق الحساسة في تفكيرهم وكذلك في تصوراتهم وفي أولوياتهم.
وليس من الجيد في هذه المرحلة بالذات تجاوز هذه النقطة أو النظر لحساسية الناس على أنها نوع من الجهل أو التخلف أو عدم المقدرة على فهم طبيعة المرحلة وتطوراتها.
لماذا يفترض بعض الكتاب بالقراء الأمية الثقافية ولِمَ تبدو في بعض الكتابات الرغبة الجامحة في التقليل من المجتمع وقدرته على التطور ورغبته في التطوير؟
الكاتب الصادق لا يعادي أبناء مجتمعه ولا ينال منهم ولا يحتقرهم ولا يستفزهم وبإمكانه ان يطرح رؤاه الفكرية المختلفة مع الكثيرين ولكن بأسلوب يفرض الاحترام حتى في وجود الاختلاف.
أصبح هناك تساؤل كبير لدى شريحة من القراء وهو لماذا يحتقرنا بعض الكتاب ولماذا ينظرون إلينا وكأننا عشنا وترعرعنا في معزل عن الرؤى والثقافات التي نالوها؟!
لِمَ يعتقد بعض الكتاب أنهم يملكون كل الحقيقة وكل القدرة على الوعي والفهم بينما يجردون الشارع المحلي وجماهيره العريضة من هذا الوعي؟
في كل المجتمعات هناك منطقة احترام كبيرة بين الكاتب وقرائه وكلما ملك الكاتب تشجيع الكثيرين منهم كان هو صوت المجتمع الحقيقي.. ونجد أننا هنا نمارس نوعاً من القطيعة بين بعض كتاباتناوما يفترض ان نتواصل فيه مع هموم الناس ومشكلاتهم الحقيقية.
ولا أعتقد بأي حال من الأحوال أن طرح وإيقاد فتيل النعرات والتقسيمات والتصنيفات هو نوع من الشفافية الإيجابية.
فبعض الكتاب يطرحون قضية المواطن درجة ثانية ومعاناة بعض المناطق منها..
وآخرون يرون ان تخلف المجتمع وعدم قدرته على التطور هو الذي يدفع بأداء أجهزة الحكومة إلى الجمود وعدم الحراك.
فريق ثالث يلوي أصابعه على قلمه ليهب منافحاً عن أمريكا مدافعاً عن ديمقراطيتها ومشروعها ويرى في العراق ارض شقاق ونفاق تستحق التأديب
كل له رؤاه التي من الممكن قبولها ومنها مساحة الحرية والاحتفاء بها كرأي ووجهة نظر لكن هل هذه الآراء تقدم ما يدعم وحدة الوطن وتماسكه في وجه التهديد الداخلي والخارجي؟
نحن في مرحلة دقيقة نواجه فيها إرهابا داخليا مقيتا يقضي على شبابنا ويقتل ويسفك ويثير الخوف والهلع باسم الدين وهو منهم براء.
وبين إرهاب خارجي نراه يقبع على إخوان لنا في الدين والعروبة ويحول بيوتهم إلى حمامات دماء مستباحة باسم الديمقراطية والدفاع عن النفس!!
أفلا نبحث ونمسك بكل خيط يدفع بوحدتنا إلى مزيد من القوة والتماسك
أم نترك لعواطفنا ورغباتنا الشخصية ومشكلاتنا النفسية أن تنطلق بكل أنانية متناسية المرحلة الدقيقة التي تحتاج إلى إئتلاف اجتماعي وحدوي يدرك أهمية وحدة القلب والمشاعر خلف القيادة وولاة الأمر؟
الكلمة مسئولية.. فكيف تُتخذ كمطية لتنفيس الرغبات المكبوتة في مرحلة حرجة لا يثبت فيها إلا المتماسكون!
الرياض 11671 - 84338 |