مشادة بين شيوخ العشائر العراقية وكولونيل أمريكي في فندق بغداد.. وضابط أمريكي يتمنى محو الفلوجة من الخارطة!

* بغداد - د.حميد عبد الله:
عقد مجلس شيوخ العشائر العراقية مؤتمره الوطني الاستثنائي في فندق بغداد بحضور الكولونيل الأمريكي بيتر منصور قائد اللواء الاول الذي اعتاد أن يلتقي أسبوعيا بشيوخ بغداد الذين يأتون بملابسهم التقليدية للتحاور مع الكولونيل حول إعادة اعمار العاصمة.
وذكر أحد شيوخ العشائر أن الكولونيل الأمريكي قال خلال حضوره المؤتمر: أن لواءه سينتقل الى جنوب بغداد وتحديدا الى النجف للسيطرة على المدينة التي تتركز فيها قوات جيش المهدي ، والتي يسكن فيها السيد مقتدى الصدر.
وخلال كلمته في المؤتمر حاول الكولونيل الأمريكي الدفاع عن موقف بلاده بالقول (ان قوات التحالف لم تكن هي البادئة في الجولة الأخيرة) لكن أحد الشيوخ أجابه بنبرة قاسية: هذا ليس صحيحا فالمظاهرات كانت سلمية ولكنكم تعاملتم معها بوحشية! فأجابه الكولونيل بهدوء: أنا أفهم ان الشعب العراقي يريد الحرية وهو بحاجة ان يكون قادرا للتعبير عن نفسه لكن ذلك لا يتضمن حرق الأسرى وهم أحياء والتمثيل بجثثهم من أعلى الجسر) فأجابه أحد الحاضرين: إنكم دخلتم العراق كمحررين كما تدعون لكنكم بدلا من أن تعمروا البلد فتحتم حدوده أمام المخربين والقراصنة وقد دفع العراقيون ثمن غبائكم).
وأردف الشيخ العراقي مخاطبا الكولونيل: أسمع أيها الكولونيل إننا نأتمر بشرائع الدين واعراف العشيرة وكلاهما يحضان على مقاومتكم! وحاول الكولونيل تجاهل حديث الرجل فسأل الحاضرين: هل من سؤال ؟ فقاطعه أحدهم قائلا: انه ليس سؤال ولكنه رأي يقول: إنكم من جلب المخربين الى العراق ورد الكولونيل قائلا: جيش المهدي هو الذي بدأ بإطلاق النار! فأجابته مجموعة من شيوخ العشائر: لماذا تتكلم عن جيش المهدي العراقيون كلهم جيش المهدي، ثم نهض عدد من الشيوخ وتوسطوا قاعة الاجتماع وهتفوا بصوت واحد نعم.. نعم.. يا مقتدى.. نعم نعم يا إسلام، وفجأة نهض الكولونيل منصور مع أفراد حمايته وارتدوا سترتهم المضادة للرصاص وخرجوا من القاعة فيما ظل شيوخ العشائر يهتفون باسم الإسلام والعراق ومقتدى الصدر.
وفي ختام مؤتمرهم أصدر شيوخ عشائر العراق 9 توصيات من بينها الرد بالقوة على أي تجاوز من قبل قوات الاحتلال على أية مدينة أو حي من أحياء العراق ودعوة سلطات الاحتلال للتخلي عن استخدام الطائرات الحربية الهادفة إلى إرعاب الناس، واطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وعدم المساس بالرموز الدينية لأي سبب كان، ومنح الأمم المتحدة دورا أساسيا وفاعلا في إعادة بناء العراق عمرانيا وسياسياً.أما في الفلوجة فقد ظل رجال المارينز متحصنين حول المدينة مع تعرضهم لعمليات قنص مستمرة من عناصر المقاومة العراقية، وقد نقل أحد المترجمين عن الملازم فرانك دلبيك من الفوج الرابع مارينز الذي احكم إغلاق دائرة الحصار على الفلوجة من الجهة الشمالية قوله (لو أنهم يسعون لإيجاد حل سلمي لهذه المعضلة فهذا أمر عظيم ولكن في هذه اللحظة لا توجد خيارات كثيرة مطروحة غير خيار واحد هي تسوية الفلوجة ومحوها من الخارطة) ويقول دلبيك الذي ينتسب الى فوج يضم 1000 جندي تقريباً يسيطر بعضهم على مجمعات سكنية تركها أصحابها قرب نهر الفرات (أن رجال المقاومة استغلوا فرصة الهدنة فتحصنوا في مواقع قريبة من القوات الأمريكية واخذوا يرجمونها بالهاونات ليلا ونهارا) ثم يصف المقاومة بالقول: هذا عدو نشط وديناميكي.